مختصون يؤكدون :الراحة الذهنية أولى من الراحة البدنية يبدأ العد التنازلي مع انقضاء شهر ماي الجاري لاجتياز الطلبة امتحانات شهادة البكالوريا، وسط المخاوف والارتباكات النابعة من هاجس الفشل، الأمر الذي يسبب إرهاقا للطالب ويساهم في فقده القدرة على التركيز خلال الامتحانات، علما أن هذه المخاوف تطال الأولياء أيضا، وبدرجة تفوق توتر الطالب أحيانا. يحرص الأولياء على خدمة أبنائهم خلال فترة الامتحانات، من خلال توفير الأجواء المناسبة للمراجعة، إلى جانب تقديم الدعم المادي والمعنوي، إلا أن هذه الأساليب غير كافية لمنع تسرب الخوف والتوتر إلى قلوبهم و عقولهم،في الوقت الذي يكثف فيه الطالب المراجعة في الأيام الأخيرة لتتحول إلى سلاح ذو حدين، حيث تتسبب في إرهاقه وارتفاع معدل تعبه، «الاتحاد” قامت بجولة استطلاعية لرصد الحالة النفسية للطلبة والأولياء على حد سواء. أولياء يقتطعون ميزانية لأجل دعم أبنائهم امتازت أجواء تحضيرات الطلبة لامتحان شهادة البكالوريا بالاعتماد على زيادة معدل ساعات المراجعة، سواء في البيت أو لأخذ الدروس الخصوصية، وهذا ما أكده لنا السيد مختار من الدرارية، أب لبنتين، أحداهما ستجتاز البكالوريا، والأخرى شهادة التعليم المتوسط،فهو حدد ميزانية من راتبه المتواضع لبناته،من اجل دعمهم بدروس خصوصية و إضافية، و أضاف قائلا: ”من الواجب تشجيع الأبناء خلال هذه الفترة التي تسبق الامتحان دون الضغط عليهم، حتى لا يتعرضوا للضغط الذي يؤثر سلبا على مردود يتهم لاحقا”. فيما صرحت السيدة "نصيرة.ب" من القبة، بأنها قامت بمضاعفة ساعات عملها، لتدفع ثمن الدروس لمساعدة ابنتها على اجتياز الامتحان، بكل ثقة تقول: ”هذه المرة الثانية التي تجتاز فيها ابنتي البكالوريا، لهذا عملت على مساعدتها من خلال مضاعفة الدروس الخصوصية ، وبحضور أستاذ مختص للبيت، حتى أوفر لها المناخ المناسب للحفظ وأسهل لها طريق النجاح. هاجس القلق قاسم مشترك بين الطلبة ”إحساسي كغيري من الطلاب خلال هذه الأيام، ممزوج بالخوف وعدم الثقة أحيانا، إلا أنني أحاول دعم معنوياتي عن طريق نصائح أصدقائي الجامعيين ، وأقوم بمضاعفة أوقات للحفظ،خاصة وقت الفجر الذي يسهل فيه الحفظ بحسب تجربتي"، هذا ما قاله لنا الطالب " ياسر" من الدرارية، مقبل على اجتياز شهادة البكالوريا، مضيفا:"فابذل كل جهودي لتحقيق رغبة والدتي في النجاح". وفي حديث ذي صلة، أجمع العديد ممن التقت بهم "الاتحاد" على أنهم يفضلون الدراسة الجماعية ، هذا ما أكده لنا الطالب "محمد" من القبة،انه يحبذ المراجعة مع زملائه، كونها ترسخ المعلومات وتساعد في استذكار الدروس، وهو ما يشعرهم بالارتياح ويرفع من معنوياتهم. مختصون يؤكدون:"القلق عدو الطلبة النجباء" وفي محاولة ”الاتحاد” معرفة الأبعاد النفسية التي تصيب أولياء الطلبة قبل اجتياز هذا الامتحان المصيري، حدثتنا "ركيبة.ف"، أخصائية نفسانية: ” أنّ القلق والخوف قبل اجتياز امتحان البكالوريا أو أي امتحان هو أمر عادي وطبيعي، لكن لا يجب أن يزيد عن الحدود لكي لا يؤثر سلبا على المترشح،و أكدت إن دور الأولياء مهم جدا في التهيئة النفسية للأبناء ومنحهم كل الرعاية المادية والمعنوية، إضافة لمنحهم الثقة بالنفس وعدم تخويفهم بالفشل، لأن ذلك سيعود سلبا على معنوياتهم حتى وإن كانوا نجباء في الدراسة، فالطاقة السلبية التي تنبعث من الأولياء جراء قلقهم وخوفهم من رسوب أبنائهم تؤدي إلى انحطاط معنويات الطالب بطريقة غير مباشرة، وبالرغم من أن هذه الحالة تعد طبيعية في نفسية الإنسان، إلا أنه على الأولياء عدم إظهارها بشكل مفرط؛و تعد هذه المرحلة بالنسبة للطالب وأوليائه مرحلة مصيرية ، وهو سبب الضغط والتوتر اللذين يعيشهما الجميع في هذه الأيام،ف البكالوريا موضوع محوري لدى الأسر الجزائرية لأنه الجسر الذي ينقل الطالب إلى الحياة الجامعية، وبالتالي الآفاق المستقبلية تكون أكثر وضوحا، مما يسبب حالة القلق والاستنفار. إلى جانب توفير لهم الأغذية السليمة المتوازنة التي تمنح الطالب الطاقة و الإكثار من الخضر و الفواكه. و أضافت ذات الأخصائية أن قلق الأسرة على الطالب يزيد الضغط عليه، لهذا أنصح الأولياء بعدم التأثر الشديد إلى درجة تجعل الطالب يزداد خوفا وهلعا، مما يساهم في نقص الثقة بالنفس، ويمنعه من التركيز الإيجابي. تراكم الدروس و المشاكل سبب الإخفاق فيما ترى مختصة في علم الاجتماع، أنه لابد على الأولياء مساعدة الطالب على اكتشاف المشاكل والصعوبات التي تجعله يرتبك قبل اجتياز الامتحان للتغلب عليها، حتى يستطيع القيام بمراجعة فعالة، ومن أهم المشاكل التي تواجهه، تراكم الدروس وعدم القدرة على تنظيم الوقت للانتهاء منها، كما يعاني بعض الطلبة من كراهية بعض المواد الدراسية، أو تصديق الفاشلين الذين يعملون على تخويف الجميع من خلال تصوير البكالوريا في صورة الشبح المفزع الذي لا يمكن التغلب عليه، إلى جانب وجود من يعانون من القلق والتوتر الناتجين عن المشاكل الخاصة أو العاطفية التي تشتت الذهن وتضعف قدرتهم على التركيز والمراجعة،فعلى الأولياء هنا أن يرسخوا في أذهان الطلبة على أن هذا الامتحان عادي كغيره من الامتحانات . الأولياء مطالبون بتخفيف الضغط على المترشحين نصح "خالد احمد" رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ في اتصال مع "الاتحاد"، الأولياء بالاهتمام بأبنائهم المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، حيث قال إنه لا بد من تخفيف الضغط عليهم، ومشاركتهم في تنظيم حصص المراجعة.و توفير لهم جو السكينة،فالراحة الذهنية أولى من الراحة البدنية حسبه،و هذا لا يعني عدم توفير لهم الأغذية الصحية مفيدة للصحة و الذهن معا، وأبرز محدثنا أنه من الخطأ ضغط التلاميذ على أساتذتهم باستعجالهم لحل مواضيع دورات البكالوريا السابقة قبل إكمال البرنامج السنوي، ومن ثم مقاطعتهم للدروس في حال عدم استجابة الأساتذة، والاكتفاء إما بالمراجعة الفردية أو اللجوء للدروس الخصوصية،و واصل في السياق ذاته تأكيده على ضرورة توفير الأغذية الصحية للأبناء المقبلين على اجتياز الامتحانات كالإكثار من تناول الفواكه لما تحتويه من سكريات تزيد من تركيزهم و تنشط ذاكرتهم،و الابتعاد قدر الإمكان من تناول العجائن و الأغذية التي تثقل أجسامهم لكي يناموا بطريقة مريحة و يستفيقوا بنشاط. من جانب آخر، حمّل نفس المتحدث المسؤولية للأولياء الذين يمارسون، حسبه، الضغط على أبنائهم طوال العام الدراسي، عوض مراقبتهم بطريقة ذكية وتوجيههم.فعليهم أن يجنبوا الضغط عليهم في هذه الأيام الأخيرة.