أصدر الشاعر والكاتب المسرحي الجزائري توفيق ومان، الجمعة، كتابه الجديد "رقصة النخيل" وهي عبارة عن خمسة نصوص مسرحية حملت البعد التراثي وخاض فيها صاحب "لبسني الكلام" على مدار ثلاث سنوات في عوالم متنوعة تراوحت بين حنين الأرض والثورة والعاطفة. وجاء الكتاب في طبعة أنيقة عن دار "فيسيرا" الجزائرية، وبين دفتي الكتاب الذي حمل 180 صفحة أبحر "ومان" بذائقة القارئ في مساحات الحقيقة والخيال، والواقعية والرومانسية في تمازج متميّز بين لغة الحوار المسرحية ومقتطفات الشعر الملحون التي تضفي على كتابات ومان لمسة خاصة به. وكشف صاحب "رقصة النخيل" في حديثه ل"العرب اليوم" الجمعة، "أن المؤلف الجديد هو ثمرة جهد سنوات ثلاث، يحمل خمسة نصوص مسرحية، مؤكداً أنه مزج النص بالشعر الملحون عن طريق القوال، بما فيها النصوص الحداثية التي جاءت في المجموعة الشعرية الأخيرة "لبسني الكلام". وأضاف ومان أن "رقصة النخيل" يحمل عنوان إحدى نصوص الكتاب ويعالج هذا النص أحداثا ثورية وقعت إبان الاستعمار الفرنسي منذ دخوله أرض الوطن في 1830 إلى غاية استقلال الجزائر سنة 1962، إضافة إلى نص "البوبشير" الذي يتحدث عن ما قام به الأدباء الجزائريون خلال الثورة مستلهما نماذج لأدباء جزائريين منهم كاتب ياسين، محمد العيد آل خليفة، مفدي زكريا، وزهور ونيسي، وعالج نص آخر قصة واقية لأحد المجاهدين. ومن الثورة التحريرية عرّج توفيق ومان في نصيه الرابع والخامس إلى التراثيات وقصص الحبّ فكتب في نصه الثالث عن قصة عاطفية بين رئيس قبيلة "لمعاليل" و زوينة بنت شيخ الروابي و هو نص ملحوني يروي قصة تراثية، وحمل النص الخامس عنوان "أهل الملحون" وهو نص تراثي يعالج الزمان في طياته، حيث لاقى ومان عددا من شعراء الملحون الفطاحل في زمن واحد من بينهم بن قيطون و بن كريو ومصطفى بن براهيم ولخضر ب خلوف ومحند اومحند وعبد القادر الخالدي والشيخ السماتي و اخرون كلهم التقو في زمن واحد و كانت الفرجة. وأضاف ومان "أن هذه النصوص يتم تجسيدها حاليا على الركح عبر مختلف مسارح الوطن، فمسرحية "البازوكة" في المسرح الوطني محي الدين بشطرزي، و"رقصة النخيل" في دار الثقافة رشيد ميموني في بومدراس، فيما جسد المسرح الجهوي لولاية معسكر نص "زوينة والمعلول" الذي شارك في الافتتاح الرسمي لمهرجان المسرح المحترف في طبعة 2012". وأرجع صاحب "رقصة النخيل" الفضل في دخوله عالم الكتابة المسرحية لعدد من الأدباء والمسرحيين ذكر منهم إبراهيم نوال، وعلي عبدون، وعبد الرزاق بوكبة، مشيراً إلى أن ما يميّز نصوص توفيق ومان هو "اشباعهم بالموروث الشعبي والملحون الذي اضفى جمالية ربما هي التي يفتقدها كتاب النص المسرحي في الجزائر