كشف مستشار رئيس الجمهورية مكلف بالأرشيف والذاكرة، عبد المجيد شيخي، أن نسبة الأمية في الجزائر سنة 1830 كانت لا تتجاوز 20 بالمائة، مشيرا إلى أن أن فرنسا الاستعمارية دأبت على تجهيل الشعب الجزائري منذ دخولها البلاد، ورفعت نسبة الأمية من 20 إلى 80 بالمائة خلال 30 سنة. في كلمة ألقاها عبد المجيد شيخي، على هامش مشاركته في ندوة بعنوان دور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، في إحياء الذاكرة الوطنية، أفاد أن المستعمر منذ أن وطأت قدمه الجزائر سخر كل الوسائل لإبادة مقومات الشعب الجزائري، مستدلا بنسبة 90 بالمائة من الأمية خلفتها فرنسا بعد 40 سنة من الاحتلال، موضحا بأنه ومنذ سنة 1830 التاريخ المشئوم للاحتلال الفرنسي، تعرض الشعب الجزائري لإبادة جماعية وعملية سرقة وتشويه لكل مقوماته. وكشف شيخي بأنه وفي ذلك التاريخ كما نقل المؤرخون والرحالة كانت نسبة الأمية في الجزائر لا تتجاوز 20 في المائة وكان معظم الجزائريين يقرؤون ويكتبون لتتحول بعد 30 و40 سنة إلى 80 بالمائة. وشدد مستشار الرئيس على أن فرنسا قضت على كل من يقرأ ويكتب، قبل أن تتحول عملية التجهيل إلى عملية مسخ في سبعينات وثمانينات القرن 19، حيث تجرأ المستعمر على القول بأن الصليب انتصر على الهلال وهو ما حز في نفوس الجزائريين. كما تلى ذلك فتح المدرسة للجزائريين ليتعلموا اللغة الفرنسية مع منع اللغة العربية والتضييق التام على الدين، ما دفع سكان بجاية لإرسال رسالة للحاكم العام يقولون فيها "خذو خبزنا وردو لنا ديننا ولغتنا". وبخصوص الحركة الوطنية، أكد مستشار رئيس الجمهورية، بأنها تمس جسم الجزائر والجزائريين في الصميم، قائلا "إذا تأملنا في الحركة الوطنية والآراء والتناقضات التي يصدرها البعض نتأكد بان هذه الفترة لم تأخذ حقها من الدراسة ولم تسلط عليها الأضواء"، واسترسل شيخي القول "ارتأيت طرح موضوع الحركة الوطنية من زاوية أخرى للمساهمة في فهم الموضوع من زاوية مغايرة، فالحقيقة التاريخية نحاول دائما إعادة بناءها لكتن لا يمكن عرضها كما وقعت وهو ما يهدف اليه المؤرخون من البحث عن المعلومات وتصحيح الموجود". وفي معرض حديثه عن ملف الذاكرة، أكد شيخي أن تقرير نظيره بنيامين ستورا فرنسي – فرنسي ولا يعني الجزائر في شئ، مشيرا إلى تمسك الجزائريين بالدين الإسلامي واللغة العربية رغم التضييق الذي مارسه الاستعمار الفرنسي، مستشهدا على ذلك برسائل سكان ولاية بجاية إلى الحاكم العام الفرنسي.