اتفقت الجمعية الجزائرية لمحو الأمية ”اقرأ” مع شركة الوطنية للاتصالات ”نجمة” على الانطلاق في مشروع تأسيس الجائزة الوطنية لمحو الأمية، التي ستمنح كل سنة لمركز أو هيئة لتعليم الأميين عرفانا بالمجهودات التي يقومون بها في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، حسبما كشف عنه السيد رمضان الجزايري، نائب مدير شركة ”نجمة” مكلف بالعلاقات العامة والإعلام، والذي أفاد بأنه من المحتمل أن يتزامن تاريخ منح هذه الجائزة مع يوم العلم المصادف ل16 أفريل. وفي كلمة ألقاها خلال الندوة التي خصصتها ”نجمة” لعرض النتائج النهائية للدراسة التي أنجزها المركز الوطني للدراسات والتحاليل حول السكان والتنمية تحت عنوان ”50 سنة من مكافحة الأمية في الجزائر”، بالتنسيق مع جمعية ”اقرأ” بقصر الثقافة بالجزائر أمس، قرأ السيد جزايري رسالة نيابة عن المدير العام ل«نجمة”، السيد جوزيف جاد، حيا فيها جمعية ”اقرأ” على الجهود التي تقوم بها وانعكاساتها الايجابية التي تترجم جهود الدولة في مجال محاربة الأمية منذ 50 سنة. مؤكدا أن شركته ستواصل سياستها الرامية إلى دعم كل مبادرة تصب في مجال بناء مجتمع مثقف ومتعلم. من جهتها، أشارت السيدة عائشة باركي رئيسة جمعية ”اقرأ” إلى أن جمعيتها بالتنسيق مع ”نجمة” حاليا تعمل على إيجاد الطرق الملائمة لنشر هذه الدراسة التي تترجم مسيرة الجزائر في مجال محو الأمية لتكون في متناول الجميع مستقبلا، موضحة أنها متوفرة حاليا على مستوى المراكز والدواوين. وفي هذا السياق، ذكر السيد طاهر حسين، مدير الدراسات بالمركز الوطني للدراسات والتحاليل حول السكان والتنمية، أن نسبة الأمية ستنخفض هذه السنة إلى حدود 18 بالمائة، على أن تنخفض إلى 14.76 بالمائة في سنة 2015، و12.06 بالمائة في 2018 بعد أن كانت 22.3 بالمائة في سنة 2008. وأضاف المتحدث أن هذه الدراسة تضمنت حصيلة الأمية وأبعادها التاريخية، السياسية، والاجتماعية، وكذا مجهودات السياسة الجزائرية في مجال محو الأمية، بالإضافة إلى المحطات الكبرى في هذا المجال، وتنفيذ سياسة محو الأمية إلى جانب آفاق 2015 و2018 في مجال تعليم الكبار ودور جمعية ”اقرأ” في هذا الميدان. وتضمنت الدراسة نقل شهادات عن كتاب ومؤرخين كبار تناولوا وضع التعليم في الجزائر قبل سنة 1830، والذين أكدوا أن نسبة الأمية قبل دخول الاستعمار الفرنسي في 1830 كانت منخفضة بحيث لم تتعد 14 بالمائة. وأوضح السيد طاهر حسين أن الأمية هي إرث استعماري حسب رأي هؤلاء الكتاب واعترافات العديد من عناصر الجيش الاستعماري. وهو السياق الذي ذكر من خلاله المتحدث بأن هذه النسبة تزايدت بعد دخول الاستعمار الفرنسي إذ وصلت إلى 94 بالمائة سنة 1948 فيما عرفت انخفاضا طفيفا في سنة 1955 وانحصرت في حدود 92 بالمائة، و85 بالمائة في سنة 1962. وذلك بعد أن عملت فرنسا على تجريد الشعب الجزائري من هويته ولغته ودينه بغلق الزوايا والمدارس القرآنية. وتوقف المشاركون في هذه الندوة عند دور الجزائر في مجال محاربة الأمية طيلة 50 سنة واصفين هذه العملية بالصعبة من خلال صعوبة محو آثار 182 سنة من الأمية في 50 سنة فقط من الاستقلال، حيث أكدت السيدة باركي أن جمعية ”اقرأ” لوحدها تمكنت من محو أمية مليون و500 ألف شخص إلى حد الآن منذ تأسيسها، مشيرة إلى أن هذه السنة تم تسجيل 138 ألف متمدرس 80 بالمائة منهم إناث.