يجري تطبيق تدابير هامة لتعزيز عمليات المراقبة الصحية على المواد الغذائية واسعة الاستهلاك لغايات وقائية خلال فصل الصيف الحالي على مستوى ولاية غرداية كما علم من مصالح الولاية. وترمي هذه المبادرة الوقائية إلى تجنب ظهور أمراض من مصادر حيوانية أو المتنقلة عن طريق المياه وفقا لما ذكرته ذات المصالح. وفي هذا الإطار صرح الأمين العام للولاية علي بوعتيقة -خلال اجتماع للجنة الولائية لمكافحة الأمراض المتنقلة عن طريق المياه- قائلا أن هذه العملية ترتكز على مراقبة دائمة ومنتظمة لمصادر التموين لمياه الشرب بغرض التأكد من خلوها من أخطار التلوث. وأشار الى أن "الفترة الصيفية تشكل مرحلة ملائمة لانتشار بعض الأمراض الخطيرة على غرار التيفوئيد والكوليرا والمرض الكبدي أ " مؤكدا في نفس الوقت على ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية بغرض تقليص بؤر تكاثر وانتشار العوامل الناقلة للأمراض الوبائية. كما يجري من جهة أخرى تنفيذ عمليات مراقبة للهيئات العمومية ومحلات تسويق المواد الغذائية من طرف مصالح التجارة بهدف تفادي أي ظهور للأمراض المتنقلة. ويضاف إلى هذا البرنامج الوقائي حملة التحسيس الواسعة التي أطلقتها ذات المصالح التي تستهدف التجار الذين يعرضون أمام محلاتهم أثناء فترة الحر لمواد غذائية سريعة التلف. وتم جمع 9.600 عينة للمياه من مختلف مصادر التموين بمياه الشرب منذ مطلع السنة الجارية لأغراض إجراء التحاليل من قبل المخابر المختصة من بينها 299 عينة أعطت نتائج سلبية حسب إحصائيات مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وسمحت عملية تدعيم تدابير المراقبة على مستوى مصادر التموين بمياه الشرب سيما منها الآبار المنزلية من تقليص ملحوظ في الأمراض المتنقلة عن طريق المياه. وبالتوازي مع هذه التدابيرأطلقت عملية تحسيسية واستئصال لبؤر الحشرات الناقلة للأمراض سيما منها الناموس والكلاب الضالة والمزابل العشوائية بغرض القضاء على مرض الليشمانيا والبروسيلوز عبر الولاية. وسجلت حصيلة لمديرية الصحة والسكان تراجعا واضحا في حالات الإصابة بالبروسيلوز والأمراض ذات المصدر الحيواني المتنقلة عن طريق التعامل مع تربية الحيوانات و من استهلاك الحليب الطازج ومشتقاته سيما منها" الكماريا" أو الجبن التقليدي. وتم في هذا الصدد تسجيل ومنذ بداية السنة الجارية 46 حالة مقابل 224 حالة في 2012 و443 حالة في 2011 وفق ذات الحصيلة. و"يعود تراجع حالات الإصابة بالبرسيلوز إلى حملات التحسيس التي تستهدف المستهلكين التي تحثهم على تجنب استهلاك الحليب الطازج غير المغلى ومشتقات الحليب سيما منها الأجبان التقليدية غير الخاضعة للمراقبة"كما أوضح مسؤول بقطاع الصحة. وبخصوص داء الليشمانيا وهو المرض الناجم من طفيليات حيوانية فقد سجل بدوره تراجعا ملموسا حيث سجل 58 حالة فقط منذ مطلع السنة الجارية في مقابل 384 حالة في 2012 و904 حالة في 2011 حسب ذات المصدر. ويواجه هذا النوع من الأمراض الجلدية جهازا وقائيا يستهدف القضاء على الحشرات الناقلة له والذي يتضمن إجراءات وقائية تستهدف استئصال بؤر تكاثرها وانتشارها.