أتت ألسنة النيران على آلاف الهكتارات من الغابات والأشجار المثمرة وخلايا النحل في عدة مناطق من الوطن في ظرف قياسي وفي وقت متزامن، خلال الفترة الممتدة من 9 أوت إلى غاية صبيحة اليوم الثلاثاء. كما أدّت هذه الحرائق إلى تسجيل 7 حالات وفيات منها 6 في ولاية تيزي وزو وشخص بولاية سطيف، وكذا نفوق عشرات الحيوانات المصنفة ضمن المحميات البرية، في عدة ولايات عبر الوطن. وعن الأسباب الحقيقية لهذه الحرائق، قال رئيس مكتب الاعلام والتوعية بالحماية المدنية لولاية الجزائر، برناوي نسيم، في اتصال ل "الاتحاد" اليوم الثلاثاء، أن العامل البشري المقترن بفعل الإجرام يبقى السبب الرئيسي لاندلاع هذه الحرائق. وتابع برناوي قوله: "من غير المنطقي ان يندلع في وقت زمني قصير أزيد من خمسين موقد نار في ولاية واحدة كما حدث في ولاية تيزي وزو، وكذلك من غير المعقول نشوب عدة حرائق في عدة ولايات أخرى في وقت متزامن، هذا الأمر يبعث على الشك ويدعو للتساؤل عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذه الجرائم المتكررة". وأكد محدثنا، أن العوامل الطبيعية على غرار الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة تعتبر من العوامل المساعدة على انتشار الحرائق وليست من الأسباب الرئيسية لاندلاعها. وأضاف برناوي، أن التحقيقات خلال السنوات الماضية، وخلال الأيام القليلة الأخيرة في ولاية خنشلة والعاصمة وعدة ولايات أخرى، أضفت إلى وجود عدة محاولات لإشعال الحرائق، حيث تم العثور على عجلات مطاطية وقارورات بنزين، تم التخطيط لاستخدامها في إشعال عدة حرائق، وهذا ما يؤكد أن هذه الحرائق تحدث بفعل فاعل ويقف خلفها أفراد هدفهم اشعال عدد معتبر من الحرائق في وقت متزامن، حتى لا تتمكن مصالح الحماية المدنية من إخمادها. وذكر ذات المتحدث، إلى أن تحقيقات الجهات الوصية والمختصة متواصلة لتحديد المتسببين الرئيسين الذين يقفون وراء افتعال هذه الحرائق. وفي ختام حديثه ليومية "الاتحاد"، أشار برناوي، إلى أن الجزائر تمتلك ما يقدر ب 4 مليون هكتار من الغطاء النباتي، ومليون و200 ألف هكتار من الغابات، وهذه الثروة الغابية لابد من الحفاظ عليها بشتى الأساليب والطرق، وأي اتلاف لهذه الثروة سيؤدي إلى اختلال في التوازن الطبيعي، وعندما نتحدث عن اختلال الثروة الغابية نتحدث عن تهديد للثروة الحيوانية، وتهديد الممتلكات وما إلى ذلك. هذا، ودعا رئيس مكتب الاعلام والتوعية بالحماية المدنية لولاية الجزائر، المواطنين إلى إدراك أن حماية الغابات مسؤولية يتشارك فيها الجميع، لذلك من الضروري التبليغ عن أي محاولة أو شبهة من شأنها التسبب في نشوب حرائق قد تتحول إلى كوارث بحق الطبيعة، الاتصال بالّأرقام الخضراء لمصالح الحماية المدنية، أو غيرها من المصالح المختصة. يذكر أن مديرية الغابات وضعت مخططا للوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها بدأ في الفاتح من جوان ويتواصل إلى غاية 31 أكتوبر، لكن هذا لا يمنع تمديد المدة في حالة تواصل موجات الحر.