رفعت خمسة أحزاب سياسية وتكتل الأحرار، التحدي في وجه احتكار جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديموقراطي، لثلثي أعضاء مجلس الأمة، مستغلين نتائج الانتخابات المحلية ل27 نوفمبر المنقضي، من أجل استهداف أكبر عدد من مقاعد السينا، بمناسبة التجديد النصفي للغرفة العليا للبرلمان مطلع فيفري 2022. وحازت أحزاب جبهة المستقبل وحركة البناء الوطني وحركة مجتمع السلم وجبهة القوى الاشتراكية وحزب صوت الشعب، على عدد "لابأس به" من المقاعد في المجالس المحلية، بلغ وهي مجتمعة 8404 مقعد، مقابل 5978 مقعد للأفلان و4584 مقعد للأرندي، في حين نال الأحرار قرابة 5 آلاف مقعد محلي، وهو ما يعني أن التخطيط الأمثل من طرف هذه الأحزاب للتحالفات، يمكنها من ترسيم تمثيلها على مستوى مجلس الأمة. من جهته كشف القيادي البارز في حركة مجتمع السلم، يوسف عجيسة، عن استهداف حمس للحصول على 5 مقاعد في مجلس الأمة بمناسبة التجديد النصفي المرتقب، مضيفا في تصريح خص به جريدة "الاتحاد"، بأن "الحركة لها مقاعد مساعدة في المجالس المحلية وبإمكانها تحقيق هذا الهدف، زيادة على أنها خاضت تجربة ناجحة في التحالفات لتنصيب المجالس البلدية والولائية مع الأحزاب الأخرى، حيث تنازلنا عن رئاسة بلديات وولايات لنحصل على رئاسة بلديات وولايات أخرى، والأكيد سنؤطر العملية بتحالفات وطنية حتى نتصدى ربما لبعض التجاوزات المحلية التي قد تحدث في التجديد النصفي، مثلما هو معروف بسلوك *الشكارة*". وأبرز القيادي البارز في حركة البناء الوطني، علال بوثلجة، في السياق ذاته، بأن "الحركة دخلت في مرحلة جديدة لانتشارها منذ رئاسيات 2019، أين حصلنا على المرتبة الثانية حسب النتائج الرسمية، ثم الاستفتاء على الدستور والانتخابات التشريعية التي أكدت شعبية الحزب، كما أننا حصلنا على أكثر من 10 بالمائة من المنتخبين المحليين حسب النتائج النهائية للانتخابات المحلية ل27 نوفمبر المنقضي"، معتبرا بأن "كل هذا يؤهلنا لدخول التجديد النصفي لمجلس الأمة بقوة من أجل نيل تمثيل رسمي على الأقل في الغرفة العليا للبرلمان، أما تحديد عدد المقاعد التي نستهدفها فهذا صعب، لأن المعروف أن مثل هذه الانتخابات تشوبها بعض الممارسات غير السياسية وغير الأخلاقية محليا، ونحن عانينا منها خلال تنصيب المجالس البلدية والولائية مؤخرا". وأوضح عن تكتل الأحرار، النائب البرلماني لقائمة الحصن المتين، علالي مختار، في تصريح خص به جريدة "الاتحاد"، بأن "المنتخبين الأحرار قد نالوا المرتبة الثانية وطنيا من حيث عدد المقاعد بالمجالس البلدية والولائية، حسب النتائج النهائية للانتخابات المحلية ل27 نوفمبر المنقضي، ما يجعلهم مرشحين لاكتساح انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، ولا أخفيك أن التكتل يطمح لحصد 35 مقعد بالغرفة العليا للبرلمان، ونحن باشرنا بالفعل تحالفات سرية مع المنتخبين الأحرار ومنتخبين من أحزاب سياسية، سيما وأن التكتل حضّر جيدا لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، حيث قدم تحالف الأحرار تنازلات لصالح الأحزاب من أجل رئاسة بعض البلديات والولايات، تحضيرا لدعمهم لمرشحينا في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة". جدير بالذكر بأنه تم رفع عدد مقاعد الغرفة العليا للبرلمان باستحداث مقعدين لكل ولاية جديدة، ليرتفع عدد الأعضاء المنتخبين ب 20 مقعدا، بالمقابل سترتفع آليا حصة الثلث الرئاسي ب 10 مقاعد. وسينتقل عدد أعضاء مجلس الأمة من 144 إلى 174 سيناتورا، بمناسبة التجديد النصفي المرتقب مطلع شهر فيفري القادم، بعد انتخاب عضوين بمجلس الأمة عن الولايات العشر الجديدة المستحدثة، كونها أول انتخابات تتم في ظل التقسيم الإقليمي الجديد الذي رفع عدد الولايات من 48 ولاية إلى 58 ولاية، ويتعلق الأمر بالولايات الجديدة: تميمون، برج باجي مختار، أولاد جلال، بني عباس، إن صالح، إن قزام، تقرت، جانت، المغير، المنيعة. وبناء عليه سيرتفع عدد أعضاء مجلس الأمة عن التجديد النصفي من 96 عضوا إلى 116 عضوا، يضاف لهم 10 أعضاء معينين وفقا للثلث الرئاسي لتحقيق التوازن مع ثلثي التجديد النصفي. ووقع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قبل أسبوع، مرسوما رئاسيا يستدعي بموجبه الهيئة الناخبة للتجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة الذي حدد تاريخ إجرائه يوم 5 فيفري المقبل. هذا وأعلن محمد شرفي، رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، الأربعاء الماضي، عن النتائج النهائية الخاصة بالانتخابات المحلية ليوم 27 نوفمبر 2021، كاشفا خلال ندوة صحافية نشطها للإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات المحلية ليوم 27 نوفمبر الماضي، بخصوص المجالس الشعبية البلدية المنتخبة، أن حزب جبهة التحرير الوطني نال 5978 مقعد، متحصلا على الأغلبية المطلقة عبر 124 بلدية ب 42 ولاية، فيما حصل التجمع الوطني الديمقراطي على 4584 مقعد، متحصلا على الأغلبية المطلقة عبر 58 بلدية ب 27 ولاية، أما جبهة المستقبل فنالت 3262 مقعد، متحصلة بذلك على الأغلبية المطلقة عبر 34 بلدية ب 18 ولاية، أما حركة البناء الوطني فنالت 1848 مقعد، متحصلة على الأغلبية المطلقة ب 17 بلدية عبر 10 ولايات، أما حركة مجتمع السلم فنالت 1820 مقعد، متحصلة على الأغلبية المطلقة عبر 10 بلدية ب8 ولايات، أما جبهة القوى الاشتراكية فنالت 898 مقعد، متحصلة على الأغلبية المطلقة عبر 47 بلدية ب 7 ولايات. وتحصل حزب صوت الشعب على 576 مقعد، متحصلا على الأغلبية المطلقة عبر 3 بلديات بولايتين، أما حزب الفجر الجديد فنال 258 مقعد، متحصلا على الأغلبية المطلقة عبر بلديتين بولايتين، أما حزب الحرية والعدالة فنال 242 مقعد، متحصلا على الأغلبية المطلقة عبر بلديتين بولايتين، في حين حصلت جبهة الجزائر الجديدة على 166 مقعد، متحصلة على الأغلبية المطلقة عبر بلديتين بولاية واحدة.