تطبع ندرة زيت المائدة في الأسواق الجزائرية، بداية سنة 2022 الجارية، أين اختفت بعدد من الولايات قارورات هذه المادة من سعة 5 لتر بشكل غامض من السوق منذ أيام، فيما تعرف قارورة 1 لتر نقصا فادحا بسبب تسابق المستهلكين على اقتنائها. وحذرت المنظمة الجزائرية للدفاع عن المستهلك، منتصف الأسبوع الماضي، من "بوادر ظهور أزمة ندرة زيت المائدة في الأفق"، مرجعة الأمر إلى المضاربين الذين أصبحوا يتحكمون في الأسعار بالترويج لندرتها ونقصها في السوق. ونقلت المنظمة في بيان لها بأن "تجار التجزئة أكدوا أنهم يعانون من البيع المشروط للزيت مع مواد أخرى من طرف تجار الجملة للمواد الغذائية، وسط ترويج لدعاية ندرة مادة الزيت من المضاربين بهدف أن تصبح واقعا يعيشه المستهلك". من جهته، كشف رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، في تصريحات سابقة، بأن "بعض التجار وجدوا نفسهم ملزمين على اقتناء مواد ثانوية رفقة مادة الزيت، على غرار المايوناز والكاتشاب، مقابل منحهم بعض صفائح الزيت، ما دفعهم لمقاطعة تسويق الزيت أحيانا"، معترفا بوجود فوضى في التوزيع ببعض المناطق، يضاف له تكديس واحتكار مع لهفة من المواطنين. وعبر صفحات التواصل الاجتماعي، تؤكد المنشورات المتداولة وجود تذبذب في التوزيع بعدد من الولايات، قد تحوّلها الأيام القادمة إلى ندرة في المعروض في حال تهافت المستهلكون على اقتناء ما يزيد عن حاجتهم وتكديسه بالبيوت، غير أن منشورات أخرى من عدد من الولايات، تنفي وجود أي ندرة وتؤكد توفر زيت المائدة بصفة عادية وكمية كافية في المحلات. وباشرت وزارة التجارة حملة لتفنيد إشاعات ندرة زيت المائدة في الجزائر، مستعرضة في صفحتها الرسمية على الفيسبوك، بيانات من مديرياتها المحلية لعدد من الولايات، على غرار جيجلوغليزانوتيارتوبسكرةوالجزائر العاصمة والمدية، مؤكدة فيها على توفر هذه المادة الغذائية بوفرة وبأنه لا داعي لشراء كميات كبيرة لتخزينها في البيوت. وأعلمت في السياق ذاته، مديرية التجارة وترقية الصادرات لولاية جيجل، المواطنين بتوفر مادة زيت المائدة بمختلف العلامات على مستوى مخازن تجار الجملة، مضيفة بأن عملية التوزيع تتم بصفة دورية على مستوى المحلات بكميات كافية وتلبي حاجيات المواطنين، داعية إياهم إلى عدم الانسياق وراء الإشاعات وعدم التهافت على اقتناء هذه المادة بكميات تفوق الحاجة. وحذت مديرية التجارة وترقية الصادرات لولاية غليزان حذوها، لافتة في بيان لها، إلى أن مادة الزيت متوفرة ولا يوجد أي نقص مسجل في قطاع التوزيع، مشددة على التحلي بروح العقلانية في الاستهلاك وعدم الانسياق وراء الإشاعات. من جهتها، أبرزت مديرية التجارية لولاية بسكرة، بأن مادة الزيت متوفرة لدى الممونين وتجار التجزئة والمحلات ذات المساحات الكبرى، داعية المواطنين إلى اقتناء هذه المادة بعقلانية لأن عملية التموين تتم بصفة عادية و منظمة. في حين اختارت مديرية التجارة وترقية الصادرات لولاية المدية، وبالتنسيق مع الموزع المعتمد لهذه المادة في الولاية، الإشراف على عملية بيع كميات معتبرة من زيت المائدة مباشرة للمواطنين على مستوى بلدية المدية، (دار الصناعة التقليدية بعين الذهب)، كاشفة علن استمرار هذه العملية عبر بلديات الولاية في الأيام القادمة. أما مديرية التجارة لولاية تيارت، فأكدت في بيان لها بأن مادة الزيت متوفرة في جميع نقاط البيع بالجملة وبالتجزئة بكميات كافية، نافية خبر الندرة، مطمئنة أن عملية تموين السوق المحلية بهذه المادة تتم بصفة عادية، كما شددت على عدم الانسياق وراء الإشاعات واقتناء هذه المادة بعقلانية. وفي ولاية الجزائر، عاصمة البلاد وأكثر المدن كثافة سكانية فيها، أكد مدير التجارة المحلي، على توفر مادة زيت المائدة على مستوى نقاط البيع بالجملة بكميات معتبرة وكافية، والتي تموّن مختلف محلات التجارة بالتجزئة بصورة عادية مع احترام الأسعار المسقفة. وفي تصريح صحفي للإذاعة الوطنية، أكد وزير التجارة وترقية الصادرات كمال رزيق، على "وفرة مادّة زيت المائدة بالنظر إلى حجم الإنتاج الذي يفوق حجم الطلب، وسيرتفع ذلك مع دخول مصنع جيجل مرحلة الإنتاج قريبا وهو ما سيسمح بتصدير هذه المادّة"، مذكرا بدعم الدولة لهذه المادّة بما قيمته المالية 40 مليار دينار، أي ما يعادل 4 آلاف مليار سنتيم خلال سنة 2021، وجهت للمتعاملين في مجال إنتاج زيت المائدة كتعويضات، لافتا إلى أن "الأزمة الأخيرة سببها المضاربة والاحتكار، بالإضافة إلى الأخبار الكاذبة والمغالطات المنتشرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي".