تزامنا و حرارة الصيف المرتفعة تزايد إقبال المواطنون على اقتناء المكيفات الهوائية و غيرها من الوسائل التي توفر لهم جوا ينعمون فيه بالراحة و السكينة و يقيهم من جحيم تلك الحرارة التي لا تطاق،إلا أنهم يجدون مقابل هذه الراحة و البرودة هاجس فاتورة الكهرباء التي تعرف ارتفاعا محسوسا خصوصا في هذا الموسم الذي يرتبط بمواسم الأفراح أين تستهلك فيه كمية كبيرة من الكهرباء ما يؤدي إلى إرهاق المواطنين الذين لا يجدون أمام هذه التكاليف الباهظة للفاتورة إلاّ ابتكار طرق جديدة و غريبة لاستهلاك طاقة الكهرباء بطريقة غير شرعية و التلاعب على العداد الكهربائي.و من المتعارف عليه أن ارتفاع فاتورة الكهرباء بشكل محسوس يكون في موسم الاصطياف فتلجأ حينها الكثير من العائلات الجزائرية خاصة ذوي الدخل الضعيف و المتوسط إلى استخدام إبر و جهاز التحكم عن بعد و ملح و غيرها من الأشياء التي يستطيع بها المواطن إيقاف تقدم العداد الكهربائي أو تدويره متى أراد ،فسرقة الكهرباء من بين الظواهر التي أدت إلى دفع المواطنين الآخرين إلى دفع ضريبة و التي تسمى بالضريبة الإضافية لتعويض ثمن تلك السرقات التي مكنت بعض المواطنين من تجنب الحر صيفا و البرودة شتاءا و كل ذلك بالمجان على حساب الآخرين،استهلاك الكهرباء بطريقة غير شرعية من بين الظواهر التي توقفت عندها يومية "الإتحاد". إبداعات خاصة بالجزائريين فقط إبر و آلات للتحكم عن بعد أو ما يصطلح علية ب "ريموت كونترول" و كذلك كميات من الملح توضع فوق العداد الكهربائي لكي يقلل من سرعته و غيرها من الوسائل التي تستطيع إيقاف تقدم العداد أو تدويره متى أراد صاحبه ذلك، هذا ما صرحه بعض المواطنين ليومية "الإتحاد" الذين وجدوا ضالتهم بهذه الطرق التي أثبتت و حسبهم نجاعتها و قدرتها على الحد من ارتفاع تكاليف الفاتورة الكهربائية أمام تكاليف المعيشة الغالية ،"لو كان ماشي هكذا شكون يقدر إخلص 3 ملاين و لا أكثر في شهر الصيف..بزاف المعيشة غالية و يزيدونا الفاتورة غالية كيفاش إدير اللي ما عندوش باش إخلص..نقبل نسرق الكهرباء و ما ندخلش للحبس و انخلي ولادي.." كثيرون من أمثال هؤلاء المواطنين الذين وجدوا ارتفاع في تكاليف المعيشة حجة للتحايل و التلاعب على العدادات الكهربائية. و تكون مواعيدهم في الأعراس.. و غالبة هؤلاء الذين يلجئون إلى سرقة الكهرباء يكون موعدهم في المناسبات و الأعراس أين يستخدمون أجهزة تستهلك الكثير من الكهرباء و خوفا من التهاب الفواتير نجدهم يقومون بتوقيف العداد الكهربائي حتى انتهاء حاجتهم،و في هذا الصدد يقول "سيف الله" من العاصمة أن هذه الظاهرة تنتشر بكثرة في مواسم الأعراس خصوصا تلك التي تقام في البيوت و التي تستعمل فيها عددا من المبردات و المكيفات الهوائية و أجهزة الأغاني و غيرها ما يدفع بذلك المواطن إلى إبداع طريقة للتحايل على ذلك العداد الذي قد يكلفه غاليا إن لم يوقف عمله. عدادات جديدة تبطل الحيل.. إن تركيب العدادات الإلكترونية الجديدة في البيوت الجزائرية باتت تقلق الكثير من المواطنين الذين احترفوا طرقا غير شرعية لسرقة الكهرباء،هذه الأخيرة التي باتت لا تنفع أمام هذه العدادات الجديدة التي لا تقبل تلاعب و لا سرقة بل أبطلت كل الحيل و الطرق،هذا ما أكده "عبد الغني" من العاصمة أن مثل تلك العدادات لا يستطيع بواسطتها المواطن سرقة الكهرباء"حاجة مليحة علينا و على الشركة" و يقول و بالتالي سيأخذ كل ذو حق حقه. الاختلاس مخالفة للأعراف و الدين في الوقت الذي يستنجد فيه بعض المواطنين بطرق عجيبة لتجنب ارتفاع فاتورة الكهرباء نجد آخرون ممن التقت بهم يومية "الإتحاد" في أحد شوارع العاصمة يستنكرون مثل هذه التجاوزات التي تتنافى و الدين و الأعراف،ناهيك عن القلق و التوتر الذي يعيشه ذلك المواطن و هو في ترقب دائم متى سيكتشفون أمره و يدفع ضريبة إضافية و يلطخ اسمه بالمختلس،و بالتالي سينعم قليلا و لكنه سيلقى عقوبتين في الدنيا و الآخرة على حسب قولهم ،و من بين هؤلاء "عمي محمود" الذي أكد أثناء حديثه ليومية "الإتحاد" أنه يفضل دفع ضعف ما كان يدفعه سابقا على أن يقوم بمثل هذه التجاوزات التي لا تمت صلة بأخلاق المسلم،و يضيف أن الرزق مكتوب من عند الله فليحرص الإنسان أن يكون كل رزقه حلالا. التلاعب بالعداد الكهربائي أكل للمال الحرام ثمة طائفة من الناس استخدموا الفنيين المهرة، والذين اكتسبوا الخبرات بدورهم وراثة من أمثالهم، ليعينوا بدورهم عامة الناس ممن يدفعون لهم المال على سرقة الكهرباء، آخذين بذلك فتوى لا أساس لها من الصحة بأن الناس شركاء بثلاثة الماء والكلأ والنار، والكهرباء بالطبع تقبع تحت مسمى النار، لذا عمد بعض الناس إلى اغتنام هذه الفتوى مبررا ًلفعلتهم الشنيعة التي لا يقرها كتاب ولا سنة، فتنافسوا في سرقة الكهرباء من خلال اللعب بالعداد ومد خط خفي بأصل البناء أو اللعب برصاص الساعة عن طريق متخصص بهذه الأمور،إن سرقة الماء والكهرباء محرمة شرعاً، بلا خلاف يذكر بين أهل العلم الشرعي- إلا من أصحاب الفكر المنحرف الذين لا علم عندهم ولا فقه–. فمن يقوم بسرقة الماء والكهرباء مباشرة بالتلاعب بالعداد أو من يقوم بسرقة كابلات الكهرباء وأسلاكها ثم يبيعها، يعدّ آكلاً للمال الحرام، وهذا الحكم لا يختلف في حال شركة الكهرباء أو الماء تتبعان لشركة مساهمة محدودة أو للدولة باعتبارها شخصية اعتبارية.