وجه مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رسالة سلام لجماعة "أنصار الله" المسلحة (الحوثيون)، مع دخول الهدنة أسبوعها الرابع، حيث جدد التزامه بالعمل على إحلال السلام، باعتباره الخيار الوحيد لحقن الدماء، وسط ورود أنباء عن قرب إتمام صفقة تبادل الأسرى والمعتقلين. و ناقش المجلس الرئاسي في اجتماع برئاسة الرئيس رشاد محمد العليمي, أمس السبت, التطورات الراهنة والتحديات التي تشهدها الساحة اليمنية, مستعرضا التحديات العسكرية والأمنية. و جدد المجلس التأكيد على "التزامه بالهدنة الإنسانية, رغم الخروقات المستمرة للحوثيين", مؤكدا سعيه الدائم نحو السلام باعتباره الخيار الوحيد لحقن الدماء. و قال العليمي إن المرحلة الراهنة "تتطلب تضافر جهود الجميع على قاعدة التوافق والشراكة لبناء الدولة ومواجهة كافة التحديات, لاسيما الاقتصادية والتي ستنعكس نتائجها على حياة المواطن ومعيشته اليومية". و شدد على "ضرورة ترجمة الأولويات في برنامج عمل المجلس فيما يتعلق بالوضع المعيشي والاقتصادي, وضرورة إيلاء العاصمة المؤقتة عدن اهتماما أكبر لتحقيق التنمية والاستقرار". من جهته, أكد رئيس مجلس النواب اليمني, سلطان البركاني, أنهم سيظلون دعاة سلام وصناعه بكل ما يستطيعون وبعزيمة وتصميم لا يلين, مضيفا: "آن لنا اليوم أن نعمل بضمير مخلص من أجل قضية شعبنا الذي أرهقته الحرب والأزمات وتناوبته المواجع". و رغم ذلك, ألقت الحكومة اليمنية ب "المسؤولية الكاملة" على الحوثيين إثر تعثر تشغيل أول رحلة تجارية من مطار صنعاء الدولي, اليوم الأحد. اقرأ أيضا : و تأتي هذه التطورات مع صمود الهدنة لثلاثة أسابيع ودخولها الأسبوع الرابع, رغم "استمرار الخروقات" التي يرتكبها الحوثيون, لاسيما في جنوب محافظتي مأرب و الحديدة. و دخلت هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد في اليمن حيز التنفيذ في 2 أبريل 2022, ولاقت ترحيبا داخليا و دوليا و اقليميا واسعا. وتتضمن بنود اتفاق الهدنة "تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة, والسماح برحلتين جويتين من و إلى مطار صنعاء كل أسبوع". كما تتضمن البنود أيضا "عقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن". ==صفقة تبادل أسرى وشيكة مع الحوثيين== يعد ملف الاسرى في اليمن واحدا من اهم الملفات التي تفاوض عليها طرفا النزاع في محطات من المشاورات التي رعتها الأممالمتحدة, فقد ادت سنوات الحرب المستمرة الى وقوع الآلاف في دائرة الاسر أو الاحتجاز, بعضهم مدنيون تم اعتقالهم لأسباب سياسية. و في هذا السياق, كشفت مصادر حكومية عن وجود "تقدم كبير" في ملف الأسرى والمعتقلين, متوقعة إتمام صفقة التبادل والتي تمثل أكبر صفقة تتم بين الطرفين منذ بداية الحرب, حيث يبلغ عدد المشمولين فيها أكثر من ألفي أسير, من بينهم وزير الدفاع السابق اللواء محمود الصبيحي, وشقيق الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي. و وفق المصادر, فإن الجمود يقتصر حاليا على البند المتعلق بفتح الطرق إلى محافظة تعز المحاصرة منذ سبعة أعوام والطرق الأخرى التي تربط مناطق سيطرة الحكومة مع مناطق سيطرة الحوثيين, إذ لم يسلم الحوثيون أسماء ممثليهم في الفريق كي يبدأ عمله, لاسيما و أن الطرف الحكومي نفذ ما عليه بموجب بنود الهدنة, خاصة السماح بدخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة, رغم عدم التزام الحوثيين بتوريد عائداتها إلى الحساب الخاص برواتب الموظفين المدنيين المقطوعة منذ خمسة أعوام. و كان الرئيس اليمني حينها عبد ربه منصور هادي, أصدر في 7 أبريل الجاري إعلانا رئاسيا بتأسيس مجلس قيادة رئاسي من 8 أعضاء برئاسة العليمي, ونقل الرئيس هادي مهامه الرئاسية كاملة إلى المجلس المنوط به استكمال المرحلة الانتقالية في البلد. كما قرر تشكيل هيئة يمنية للتشاور والمصالحة تجمع مختلف المكونات لدعم ومساندة مجلس القيادة الرئاسي والعمل على توحيد وجمع القوى الوطنية بما يعزز جهود مجلس القيادة, وتهيئة الظروف المناسبة لوقف الاقتتال والصراعات بين كافة القوى والتوصل إلى سلام يحقق الأمن والاستقرار في كافة أنحاء البلاد. و يشهد اليمن, منذ أكثر من 7 سنوات, حربا مستمرة أحد طرفيها هي القوات الموالية للحكومة الشرعية, مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية, وتقاتل هذه القوات مسلحي جماعة "أنصار الله", المسيطرة على محافظات من بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ سبتمبر 2014. و حتى نهاية 2021, أودت الحرب بحياة 377 ألف شخص وكبدت اقتصاد اليمن خسائر بقيمة 126 مليار دولار, وبات معظم السكان, البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة, يعتمدون على المساعدات, في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم, وفق الأممالمتحدة.