أعلنت "الهيئة العامة للطيران المدني" في صنعاء، تدمير جهاز الإرشاد الملاحي بالمطار، بعد استهدافه بغارة جوية للتحالف العربي. من جانبها، قالت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" إن الغارة أخرجت المطار عن الخدمة، ما يزيد من عزلة البلد الذي يواجه فيه الملايين خطر المجاعة. فيما رفضت الأممالمتحدة شروط السعودية المسبقة لرفع الحصار عن موانئ ومرافئ اليمن، مؤكدة أن الوضع الإنساني الداهم لا يسمح بأي تأخير. قالت "الهيئة العامة للطيران المدني" في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين أن غارة للتحالف العسكري بقيادة السعودية استهدفت مطار العاصمة صباح الثلاثاء وأدت الى تدمير جهاز الإرشاد الملاحي فيه. وأضافت الهيئة التابعة للحوثيين إن تدمير الجهاز يصعب على مطار صنعاء استقبال طائرات الأممالمتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية في وقت يفرض التحالف العسكري حصارا على حركة الطيران فوق البلد الغارق في نزاع مسلح. وتابعت إن الغارة "أدت إلى تدمير كلي لمنظومة جهاز الإرشاد الملاحي بهدف إخراج التجهيزات الملاحية عن الخدمة وبالتالي إيقاف الحركة الوحيدة الموجودة في مطار صنعاء وهي رحلات الأممالمتحدة والمنظمات الدولية الخاصة بالمساعدات والإغاثة الإنسانية". من جانبها، قالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الرسمية إن غارة جوية نفذها التحالف العسكري الذي تقوده السعودية اليوم الثلاثاء أخرجت مطار صنعاء في العاصمة اليمنية عن الخدمة. استئناف محدود للرحلات باتجاه مطار عدن واستؤنفت الرحلات باتجاه مطار عدن بموافقة التحالف، بحسب ما أعلن الثلاثاء مسؤول في الخطوط اليمنية. وأضاف أن رحلة تجارية قادمة من القاهرة حطت بالمطار ثم أقلعت لاحقا وهي أول رحلة خلال أسبوع. وأضاف المسؤول "أن عدد الرحلات سيزداد تدريجيا في الأيام القادمة" مشيرا إلى أن الخطوط اليمنية ستستأنف رحلاتها الأسبوعية الأربع إلى القاهرة ورحلتين إلى جدة وثلاث إلى عمان وواحدة إلى الخرطوم. الأممالمتحدة ترفض تشديد المراقبة على السفن كشرط مسبق لرفع الحصار من جانبها، دعت الأممالمتحدة السعودية إلى رفع الحصار على اليمن دون انتظار تشديد المراقبة على السفن التي تنقل مساعدات إلى موانئ اليمن كما اشترطت به الرياض. وطالبت الأممالمتحدة برفع كامل للحصار الذي يفرض منذ نحو أسبوع على كامل مناطق اليمن، بينما دعت الرياض إلى تشديد الرقابة على الشحنات البحرية لمنع تهريب أسلحة إلى الحوثيين. وحذرت الأممالمتحدة الأسبوع الماضي من أنه إذا لم يرفع التحالف العربي الحصار الذي عن اليمن حيث يعيش "سبعة ملايين شخص على حافة المجاعة"، فإن هذا البلد سيواجه "المجاعة الأضخم" منذ عقود ما قد يؤدي لسقوط "ملايين الضحايا". واعتبر منسق العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن جيمي ماكولدريك الثلاثاء أن الوضع الإنساني الداهم لا يسمح بانتظار اتخاذ ترتيبات جديدة للتثبت من الشحنات. وقال لوسائل إعلام في جنيف خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف "إن الوطأة الإنسانية لما يجري هنا حاليا يفوق التصور". وأضاف "لا أعتقد أن المباحثات بشأن تعزيز عمليات المراقبة يجب أن تعرقل إعادة فتح ميناء" الحديدة ، المدخل الرئيسي للمساعدات الإنسانية الحيوية للسكان. وشدد على أن الحصار "يعقد الوضع الكارثي أصلا". ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا بين الحوثيين الشيعة والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي الحوثيين في سبتمبر من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.