حذر الرئيس السوري بشار الأسد أمس واشنطن من انه في حال شنت ضربات على سوريا، فعندها “يمكنها توقع كل شيء”. وقال الأسد في تصريح له: عليكم توقع كل شيء ليست اللاعب الوحيد في هذه المنطقة. ثمة أطراف عدة فصائل مختلفة، عقائد مختلفة. لديكم كل شيء في هذا القرار ألان، ولم يستبعد استخدام أسلحة كيميائية “إذا كان يملكها المسلحون أو إرهابيون في المنطقة أو أي مجموعة أخرى”.وأضاف لست منجما كي أخبركم ماذا سيحصل وكما دعا الرئيس السوري أيضا أعضاء الكونغرس الأمريكي الذين يتعين عليهم التصويت على مشروع قرار يجيز ضرب سوريا إلى الطلب من الإدارة الأمريكية إبراز ما لديها من أدلة على الهجوم الكيميائي في21 أوت .وتابع الأسد العالم اجمع يشعر بالخيبة من إدارة الرئيس باراك أوباما مضيفا في ذات السياق "كنا نأمل أنها ستكون مختلفة عن إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. كما قال الرئيس السوري انه “في هذه القضية لم يقدم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أي دليل في المنطقة التي يقال آن الحكومة استخدمت فيها أسلحة كيميائية، ليس هناك سوى تسجيلات مصورة وادعاءات. لم نكن هناك. قواتنا، شرطتنا لا يعتقدان الأمر نفسه،. وتساءل “كيف يمكن لأحدهم الحديث عن شيء من دون أن يكون شاهدا عليه حكومتنا لا تتحدث إلا عندما يكون لديها أدلة". في حين صرح الأسد " الكونغرس سيصوت خلال بضعة أيام ، واعتقد أنه منتخب من الشعب لتمثيله. على النواب أن يستاءلوا إلى ماذا تجلب الحروب لأمريكا؟ لا شيء”. وأضاف هذه حرب تصب في غير مصلحة أمريكا. لماذا؟ إنها حرب ستؤدي إلى دعم القاعدة والناس الذين قتلوا أمريكيين في 11سبتمبر 2011.وردا على تصريحه طالب جون كيري من الأسد بتسليم مخزونه الكيماوي خلال أسبوع من جهته قال وزير الخارجية الأميركي إنه يمكن للأسد تفادي التعرض للضربة العسكرية إذا سلّم كل الأسلحة الكيماوية التي يملكها للمجتمع الدولي خلال الأسبوع المقبل.في حين أكد كيري أن خطر عدم التصرف ضد الأسد أكبر من خطر مواجهته، وأشار إلى أن أميركا بذلت جهوداً لسنوات من أجل جلب الطرفين الأسد والمعارضة إلى طاولة الحوار بلا جدوى كما أشار إلى أن أميركا مقتنعة بأن الحل في سوريا سياسي وليس عسكري.إذ نوَّه إلى أن إيران وسوريا اعترفتا بوقوع الهجوم الكيماوي في سوريا، وأكد أكثر من مرة أن أميركا متأكدة تماماً أن النظام هو الذي استخدم السلاح الكيماوي ضد السوريين، وقال إنهم رصدوا مكان انطلاق الطائرات وأماكن هبوطها وأكد أنها انطلقت من مناطق يسيطر عليها النظام سيطرة كاملة وقال إنه "مستعد شخصياً أن يجول العالم لإقناعه بضرورة إيقاف الأسد عند حدّه وبأن الأسد هو من استخدم السلاح الكيماوي".وأما حول تهديدات الأسد بالرد على أي ضربة عسكرية ضده، كان رد الوزير هيغ قاسياً إذ قال: "يجب أن لا نعطي المصداقية لكلمات الأسد فهو الذي اشترك في العديد من الجرائم ضد الإنسانية وأظهر عدم الاهتمام بما يحدث لشعبه لا يمكن أن يحمل كلامه مصداقية لدينا ودعونا لا نقع في فخ تصديق كل كلمة تخرج من فم شخص مثله".في حين أضاف جون كيري : "كلي ثقة حول الأدلة ضد الأسد، وليس لديه سجل قوي بالنسبة لمسألة المصداقية أنا شخصياً زرته لمحاسبته بشأن صواريخ سكود، جلس أمامي وأنكر كل شيء ماذا أفعل تجاه هذا الشخص الذي قتل آلافاً من الناس في فترة حكمه، وأطلق صواريخ سكود على أطفال شعبه وأنا بكل سرور قد أقف أمام كل العالم بالأدلة التي لدينا مقابل ادعاءاته وكذبه".في حين أشار كيري إلى أن أميركا كشفت معلومات لا تكشفها عادة، ولكنها تعتبر أن خطر عدم فهم الناس دوافع الضربة العسكرية أخطر بكثير من كشف هذه المعلومات الضرورية. في حين تتجه الأنظار إلى مبنى الكابيتول، مقر مجلسي الشيوخ والنواب لأميركيين في واشنطن، حيث بدأت أمس مناقشة قرار إدارة الرئيس أوباما توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد عقابا له على استخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين.كما تقوم إدارة أوباما بحملة لإقناع ممثلي الشعب الأميركي بالضربة، تقابلها حملة مناهضة يقودها الأسد للتأثير على الرأي العام الأميركي قبل التصويت المرتقب.في حين لا يزال الكونغرس منقسماً على نفسه بين مؤيد ومعارض ومتردد لطلب أوباما تنفيذ ضربة محدودة على النظام السوري.ولازال هناك ما يقارب 50 عضواً من أصل 100 لم يحددوا موقفهم من الضربة.و أما في مجلس النواب فالعدد يصل الى 182 نائباً من أصل 433 نائباً.كما يعمل أوباما بنفسه على استمالة أعضاء الكونغرس،بإجرائه لعدة لقاءات تليفزيونية يشرح فيها موقفه.