حلت أمس، الذكرى الثانية عشر، لرحيل الأديب و الروائي الجزائري الطاهر و الطار،بعد حياة مليئة بالعطاء والكفاح كمجاهد في صفوف جيش التحرير الوطني، ومناضل سياسي، فأديب و روائي ساهم في ترسيخ الرواية الجزائرية باللغة العربية ، ليكون صاحب الفضل في تجسيد قالبها الفني العربي ، فاستحقت أعماله أن تكون موضوعا للكثير من الدراسات والأبحاث الأكاديمية والنقدية، ومحورا للكثير من اللقاءات والندوات المحلية والدولية. وولد وطار في 15 أوت 1936، في بيئة ريفية وأسرة أمازيغية تنتمي إلى عرش الحراكتة الذي يتمركز في إقليم يمتدّ من باتنة غربا إلى خنشلة جنوبا إلى ما وراء سدراتة شمالا وتتوسّطه مدينة الحراكتة ، ليصبح صاحب رائعة "اللاز" 1974 بعمله الثقافي التطوعي أحد أعمدة الأدب الجزائري. من مجموعاته القصصية "دخان من قلبي" 1961، "الطعنات" 1971، والشهداء يعودون هذا الأسبوع" 1974.ومن رواياته "عرس بغل" 1983، "العشق والموت في الزمن الحراشي" 1982، الشمعة والدهاليز" 1995، "الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي" 1999، " الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء" 2005. كما كتب مسرحيتين "على الضفة الأخرى" و"الهارب".وآخر ما كتب الطاهر وطار وهو على فراش المرض بباريس حيث كان يعالج من مرضه "قصيدة في التذلل"، تناول فيها علاقة المثقف بالسلطة. ويعد الطاهر وطار من الأدباء العرب المعاصرين الذين أثروا في الساحة الأدبية والثقافية والمسرحية العربية منها والعالمية بعدما ترجمت أعماله إلى أكثر من عشر لغات، وحصل على جوائز عدة منها جائزة الشارقة "لخدمة الثقافة العربية" لعام 2005، و أبدع في كتابة عديد الروايات ك "الزلزال" و "عرس بغل" و "تجربة في العشق".واختار أن ينهيه بالتفرغ إلى النشاط الثقافي مكرسا معظم وقته للجمعية الثقافية الجاحظية التي أسسها عام 1989 و التي أرادها منبرا للكتاب والأدباء الناشئين منهم والمعروفين، الجزائريين والعرب. ورحل الطاهر وطار يوم 12 أوت 2010 عن عمر ناهز 74 سنة بعد صراع طويل مع المرض، وانطفأت معه شمعة طالما أنارت الساحة الأدبية الجزائرية تاركا وراءه أبواب "الجاحظية" مفتوحة ومعها إرثا أدبيا سيحفظ لسنوات طويلة عطاء الرجل وإبداعه. ويذكر ان الراحل الطاهر وطار أو كما كان يحلو له أن يسمى "عمي الطاهر" حاول أن يجعل من جمعية "الجاحظية" الثقافية التي أسسها قبل عشرين عاما مع الشاعر المغتال يوسف سبتي منبرا للكتاب والأدباء الناشئين منهم والمعروفين، الجزائريين والعرب.وكان بيته يجمع لسنوات المثقفين والأدباء من كل صوب مرة كل شهر.