تتأهب الجزائر العاصمة لإحتضان "القمة العربية" التي من شأنها توحيد الصف العربي بعد شتات طويل، وشرعت ولاية الجزائر في عملية تجميلية كبرى من خلال تزيين المساحات الخضراء المهيأة والتزهير عبر كل إقليم الولاية لا سيما المسالك والمحاور الرئيسية، مطار الجزائر الدولي، المركز الدولي للمؤتمرات، كما تم وضع مجسمات لمعالم البلدان العربية تعرض بالجزائر العاصمة. ويأتي هذا في إطار تزيين مدينة الجزائر لاحتضان أشغال اجتماع قمة جامعة الدول العربية، المزمع عقدها يومي 1 و 2 نوفمبر المقبل بالعاصمة، فالمساحات الخضراء رسمت وفق أشكال هندسية وأخرى بعبارات ترحيبية لضيوف الجزائر تضفي جمالية على وجه العاصمة. وشهدت "العاصمة" وضع مجسمات لمعالم البلدان العربية بساحة "جامع الجزائر" بمحاذات الطريق السريع، حيث تحتضن الساحة الكبرى القريبة من جامع الجزائر، مجسمات مصغرة لأهم معالم العواصم العربية، ومن بين هذه المجسمات المصغرة ال 22 لأهم معالم مختلف الدول العربية، التي جسدها عديد الفنانين التشكيليين الشباب والنحاتين الجزائريين، تحت إشراف مؤسسة "فنون وثقافة" لولاية الجزائر، هناك مجسم مصغر لمسجد قبة الصخرة بالقدس المحتلة, وبرج الساعة (تونس) والموقع الأثري الشهير للبتراء في الأردن وأبراج الكويت، وكذلك مجسم الهرم الأكبر بمصر ومسجد حمودي بجيبوتي. كما احتضنت ساحة جامع الجزائر, المزينة بالأعلام الوطنية للبلدان العربية, مجسم مصغر لمقام الشهيد, رمز الجزائر, التي ستحتضن القمة ال31 لجامعة الدول العربية، وقد استعانت مؤسسة "فنون وثقافة" لولاية الجزائر, بعديد الفنانين التشكيليين و طلبة الفنون, من اجل انجاز هذه الأعمال, و ذلك بهدف "اضفاء لمسة فنية و تقريب المواطن من هذا الحدث الهام"، وعلاوة على تهيئة وتزيين هذه الساحة, فقد بادرت ذات المؤسسة بإعداد برنامج مرافقة ثقافية للقمة العربية التي تتزامن مع احياء الذكرى ال68 لاندلاع ثورة أول نوفمبر التحريرية. ويشار أنه إنطلقت اليوم، بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال" بالجزائر العاصمة، أولى الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية ال 31 التي تستضيفها الجزائر يومي الفاتح والثاني من شهر نوفمبر المقبل، وتستهل التحضيرات باجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين يومي الأربعاء و الخميس, للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة, فيما سيلتئم اجتماع كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة اليوم، و سيشهد يوم ال 28 أكتوبر, اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري, ثم اجتماع وزراء الخارجية يومي 29 و30 من نفس الشهر، وذلك قبيل انعقاد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة يومي الفاتح والثاني نوفمبر القادم. وتأتي القضية الفلسطينية في صدارة جدول أعمال اجتماعات القمة التي سيتم مناقشتها، إضافة الى ملفات أخرى كالأمن الغذائي والطاقة، كما من المقرر أن تبحث القمة في عدد من مشاريع القرارات التي تعكس إرادة عربية مجددة بهدف تحقيق الاستقرار والتنمية للشعوب العربية، وستكون هذه القمة فرصة للم الشمل العربي ومحطة جديدة لدعم القضية الفلسطينية, خاصة بعد التوقيع على "إعلان الجزائر", المنبثق عن "مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الفلسطينية" الذي احتضنته الجزائر من 11 الى 13 أكتوبر والذي سيكون بمثابة أرضية صلبة لتحقيق الوحدة بين مختلف الفصائل الفلسطينية.