أكد مشاركون خلال يوم دراسي نظم، اليوم ، بجامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف, حول الدور الريادي الإقليمي والدولي للجزائر, على الدور المحوري الذي باتت تضطلع به الجزائر على الصعيدين الدبلوماسي و السياسي. وأجمع عدد من الأساتذة المتدخلين خلال أشغال اللقاء الذي احتضنته قاعة المؤتمرات بالقطب الجامعي اولاد فارس, تزامنا والقمة العربية المزمع انعقادها في 1 و 2 نوفمبر المقبل, على أهمية الدور الريادي للجزائر في النظام الإقليمي بالنظر لجهودها الدبلوماسية و السياسية بغية لم الشمل العربي وحل عدد من القضايا العربية دون التدخل في شؤون الدول و احترام سيادة و إرادة شعوبها. وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر, إدريس عطية, خلال مداخلة له بالمناسبة, أن الجزائر و في خضم التحولات الإقليمية و الدولية الجارية أضحت من خلال دبلوماسيتها و سياستها الخارجية "تضطلع بدور ريادي و موقع قوة" للتفاوض حول عديد الملفات و تسوية كثير من النزاعات الدولية. وأضاف أن ريادة الجزائر "تبرز من خلال دبلوماسيتها القائمة على مبادئ ثابتة التي تقف على نفس المسافة من أطراف أي نزاع و تدعو للحل السلمي مع ضرورة تسوية جميع قضايا الاستعمار على غرار القضيتين الفلسطينية و الصحراوية". كما تطرق الدكتور إدريس عطية إلى القمة العربية المزمع انعقادها بالجزائر في 1 و 2 نوفمبر المقبل, معتبرا أن الجزائر "تراهن على تجديد النظام الإقليمي و لم الشمل العربي من خلال مشروع يرتكز على عدة ثوابت و ملفات كالأمن الإقتصادي و دبلوماسية الفعل بدل رد الفعل سابقا". بدورها, أكدت أستاذة العلوم السياسية بجامعة حسيبة بن بوعلي, فضيلة عيسات, أن الجزائر "كانت دائما حريصة على ممارسة دورها الريادي و تفعيل العمل المشترك و الحوار السياسي و العمل على بناء مركب إقليمي للأمن إنطلاقا من إداركها بالبيئة المعقدة المحيطة بها, والتي تستدعي تبني أدوارا إستباقية و عقلانية تتماشى مع هذه البيئة". وفي هذا السياق أكد الأستاذ أسامة بوشماخ من جامعة تيسمسيلت, على أن الظروف الدولية و الإقليمية الحالية "استدعت التفكير في إعادة بعث التكتل الإقليمي العربي, حيث اضطلعت الجزائر, المعروفة بمواقفها و دبلوماسيتها الفعالة في حل النزاعات و بناء السلام في المنطقة العربية, بهذا الدور من خلال تنظيم القمة العربية و محاولة توحيد الصف بخصوص عدد من القضايا في ظل سياقات و تحديات جديدة كالأمن الطاقوي و الإقتصادي". واتفق مختلف الأساتذة المتدخلين في أشغال اليوم الدراسي, على أن مؤشرات نجاح القمة العربية في الجزائر "تجلت بعد توقيع إعلان المصالحة الفلسطينية بالجزائر, تهيئة لإعادة طرح القضية الفلسطينية كقضية مركزية في الشأن العربي, بالإضافة لخيارات صناعة موقف سيادي بعيدا عن أي استقطاب و تجاذبات دولية بما يصون مصالح الأمة العربية و يحافظ على مواردها الطاقوية و الاقتصادية".