ضيف الصفحة الثقافية لجريدة "الإتحاد "في هذا العدد ،من نوع خاص وهو عاشق إلى حد الجنون و التخطيط ،وعشقه كشف الفلاح وهو يغوص بمحراثه في الأرض ويرسم خطوط متوازية أحيانا ومربعات أو مستطيلات حينا آخر ،الفلاح عاشق لمحراثه وأرضه ،أما ضيفنا عاشق للقلم والورقة ومخططاته، طبعا صاحب موهبة العشق، المنشطة والشاعرة والقاصة أيضا "قولال كنزة "والتي أرادت أن تجمع بين ثلاثي الإبداع والوقوف على الخشبة لما لها من ميول وموصفات مؤهلة لذلك ،حيث تكتشفون في هذا الحوار تلقائية هاته صاحبة العشق الجنوني. هل يمكن أن يتعرف قراء الإتحاد على بطاقتك الشخصية والفنية ؟ اسمي الكامل" قولال كنزة "والمعروفة ب"المنشطة "،خريجة جامعة حسيبة بن بوعلي بشهادة ليسانس علوم سياسية من جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف ،هوايتي مداعبة القلم والورقة ،حيث أعتبرهما كالماء والهواء وبدونهما لا حياة ،لذا تجد هذين العنصرين دائما بحقيبتي أن لم أقل بين أصابعي .وأنا أقوم برسم خطوط مشكلة من حروف وبعدها من كلمات ثم جمل إلى أن أحصل على فقرة لها معنى وفي هذه اللحظة أحس بنفسي كأنني أرتويت من شرب جرعة ماء وامتلأت ريئتي بأكسجين من الهواء النقي ،أما نوع ما أميل إليها في الكتابة أو التخطيط ، كتابة القصة والشعر ومسرحيات الأطفال . لك موهبة مميزة وعشقك الجنوني للقلم والورقة ،جعلنا نتشوق أكثر للدردشة معك ،كيف كانت بدايتك مع الكتابة ؟ ربما أكذب أو أنا صادقة ،إن قلت لك ولدت معي أو تزوجت بي وأنا في سن الفطام ،حيث منذ الصغر وأنا أميل إلى مثل هذه الأشياء وعشقت كل ما هو حبري أو يترك بصمات من التخطيط في الأرض وأنا طفلة صغيرة لم أتجاوز سن المرحلة التحضيرية ،إلى التخطيط على الجدران وأنا تلميذة في المراحل الأولى من التعليم الابتدائي إلى التخطيط على غلافات الكراريس والكتب في نهاية الطور الثاني من تعليمي ،مثل هذه التصرفات اكتشف كل من حولي بأنني أميل إلى الكتابة وأعلموني بأن هذا التصرف هو تعبيرا عن هويتي لا غير .أما من أكد لي بأنني سوف أكون يوما ما جالسة مع كبار الأدباء معلمتي " عاقب نصيرة " ،حين كنت أدرس بالقسم السنة الرابعة نحين كلفتنا نحن تلاميذ القسم بإنجاز موضوع التعبير الكتابي عنوانه "تحضيرات عيد الفطر "وكان موضوعي حسب تقديرها أحسن المواضيع، وهنا أشارت بأنني مميزة وسوف أصبح في يوما ما شاعرة أو قاصة وهو ما أراه الآن يتحقق بفضل الله. بعده أكيد تطورت موهبتك من مجرد الخربشة إلى الكتابة والإبداع ؟ وهو كذلك ،حيث تطورت موهبتي بفضل ، وقد ساعدت نفسي في تنمية هذه الموهبة من خلال قراءة القصص والكتب ، وفي مرحلة التعليم المتوسط . وما لاحظه أستاذ اللغة العربية من ميولي نحو الإبداع كلفني رفقة بعض الزميلات بإنجاز مجلة حائطية وهو أول إبداع يرى النور.وفي مرحلة التعليم الثانوي ،صرت أكثر جاهزية ،حيث تحولت إلى الإبداع من كتابة الخواطر إلى أبيات شعرية ،وفي مرحلة الجامعية تحولت من مجرد محاولة الكتابة إلى منضبطة في مشاركتي في تنظيم ملتقيات الإبداع ،حيث كنت أشارك دائما في الأمسيات والحفلات التي كانت تنظم من قبل إدارة الجامعة أو الاتحادات الطلابية ، كما انخرطت في النادي الأدبي الذي كان مقام بمركز الشيخ العربي التبسي بوسط مدينة الشلف ،حيث كانت لي فرص للقاء الشعراء والأدباء ،أين استفدت منهم بالكثير ، كما أشكر أسرة الشبيبة والرياضة التي احتضنتني في هذه المرحلة ولا أقول مديرية لأن ما تلقيته منهم جعلني أشعر بذلك . ما هي أهم مشاركاتك على المستوى الولائي والوطني ؟ شاركت في عدة مهرجانات وملتقيات على المستوى الولائي والوطني ،وكذلك قمت بتنشيط عدة حفلات فنية وأمسيات أدبية في المقهى الأدبي بالمكتبة العمومية محمد المهدي بالشلف . كما قمت بالتنشيط لحفلات والسهرات وشاركت في عدة مهرجانات منها مهرجان الدولي الشاطئ الشعري للشاب نظم بمدينة سكيكدة سنة 2011 ، وملتقى الشعر النسوي بتيبازة 2010 . وكذلك مهرجان الشعر الملحون والأغنية البدوية بتيسمسيلت 2012. وكذا الربيع الونشريس الأدبي بتيسمسيلت في طبعته الأولى 2013 وعدة أمسيات بنوادي العاصمة ساعدتني في الاحتكاك بأقلام لها وزن كبير أمثال رشيد بوجدرة ،زهور لونيسي وغيرهم . هل لديك قصص للنشر باعتبار أن هوايتك كتابة القصة ؟ لدي قصة بعنوان " صاحبة الساعة البيضاء " مودع لدى ديوان حقوق المؤلف تنتظر النشر قريبا . ما هو مشروعك الفني في القصة ؟ في الفترة الآنية أنا بصدد نشر القصة التي سلفت ذكرها " صاحبة الساعة البيضاء " وهي تمثل لي أول مولود أدبي من حيث النشر وأنا أتأمل الخير من وراءها لأنها تؤخر لفترة عصيبة مررت بها " العشرية السوداء " وهي مستوحاة من أحداث وقعت فعلا في منطقة الشلف " خارج عاصمة الولاية " وأضفت عليها أحداث ذات طابع رومانسي والنهاية كانت لانتصار الحب والسلم على الحرب والمكائد وهذه قيم إنسانية خالدة . ما هي أهم طموحاتك ؟ أن أكون ولو ربع من الذين تأثرت بهم أمثال الأدبية أحلام مستغانمي، وأصبح مرآة للمرأة الشلفية الحقيقية التي كانت ومازالت إلى جانب الرجل تساهم في بناء أسرتها الصغيرة والكبيرة بكل جد ونشاط . وأقصد هنا الشهيدة حسيبة بن بوعلي وأخريات وكل اللواتي يحملن مشعل العلم والمعرفة في هذه الولاية العزيزة على قلبي . ما هي أهم العراقيل والصعوبات التي واجهتها لحد الآن ؟ في رأي صاحبة الموهبة الحقيقية هو ذاك من تكون له المناعة الكافية لتصدي بكل ما يسمى عراقيل للوصول ولو لربع طموحاتها ،فالشخصية هي من ترفع الموهبة أو تنزلها والواقع شاهد على ذلك ومع ذلك فأنا أتأمل خيرا في هذه الولاية على الصعيد الفني والثقافي خاصة بتوفر مرافق جديدة كدار الثقافة والمسرح الجهوي الذي في طور الانجاز والتاريخ سيذكر كل حسب ما قدم . هل بإمكانك تقديم كلمة أخيرة لقراء الجريدة ؟ شكرا لك للجريدة وطاقمها من المحرر إلى رئيس التحرير إلى التقني على هذه النافذة الثقافية وبكل صراحة بأن ليس لنا نافذة ثقافية من هذا الحجم سوى هذه النافذة وبفضل من يفتحها ،ومن جانب آخر نتمنى أن تتحقق مشاريعي وسأضع مواليد كثيرة ليبقى اسمي دوما منقوشا على غلاف ما أكتب ،كما أطمح إلى توصيل رسائل الحب ،السلم وتجنب المكائد والحروب لأن هذه قيم إنسانية السمحاء.