في ظل التحول الاقتصادي الذي تشهده الجزائر، تولي الحكومة أهمية بالغة للاستثمار في الجنوب لكسب رهان الأمن الغذائي، حيث صوبت جهودها نحو دعم الاستثمارات المحلية. وأعطت تصريحات رئيس الجمهورية الأخيرة خلال انعقاد أشغال لقاء الحكومة – الولاة، ضمانات لتحقيق طفرة نوعية في الاقتصاد وتحقيق أرقام محترمة في الإنتاج المحلي، إذ اعتبرت الولاة عين السلطة التنفيذية لتنفيذ مشاريعها التنموية عبر مرافقة المستثمرين وإعطاء ضمانات اكبر لهم للاستثمار في الجنوب. * الأولوية للزراعة في الجنوب "احموا أنفسكم بفقرائكم" لم تكن هذه الرسالة التي وجهها الرئيس تبون للولاة اعتباطية بقدر ما هي نابعة واقع يفرض على الوالي بذل جهود للوقوف على نقائص الولاية وتذليل الصعوبات، وتجسدت تلك الجهود في تحقيق توسع مضطرد في المساحات الفلاحية المخصصة لزراعة الحبوب بالولايات الجنوبية خلال مواسم الحرث والبذر خاصة في سنة 2022، مما عزز من آفاق تطوير هذه الزراعة الاستراتيجية وتحقيق الأهداف التي سطرتها الدولة لتحقيق التنمية، بما يساهم في تنمية هذه الشعبة . وشكلت الزراعة في ولايتي ورقلة وأدرار محور اهتمام الولاة خلال 2022 نظير ما ترصده الدولة من إمكانيات لدعم الزراعة الاستراتيجية بمناطق الجنوب، بغية استحداث أقطاب لزراعة الحبوب. وبلغت نسبة الزيادة في المساحة المزروعة في ادرار 22% مقارنة بالموسم الماضي، حيث استهدفت مساحة 20.300 هكتار منها أكثر من 13.900 هكتار تحت الرش المحوري، وتطمح أدرار تطمح لأن تصبح قطبا رائدا وطنيا في إنتاج الحبوب بمختلف أصنافها لما تتوفر عليه من قدرات فلاحية وطبيعية هائلة. وتتوفر الولاية على مساحة إجمالية قابلة للزراعة تتجاوز 600 ألف هكتار بإمكانها تحقيق إنتاج معتبر من الحبوب وبمردودية عالية، إذا ما تم الالتزام بالخطوات العلمية للمسار التقني للزراعة، علما أن قطاع الفلاحة يستقطب يدا عاملة بنسبة 70 بالمائة، وفق ما أوضحت مصالح الفلاحة. * الحكومة تعول على ديوان تطوير الزراعات الصناعية بالأراضي الصحراوية وبات ديوان تطوير الزراعات الصناعية بالأراضي الصحراوية (ODAS)، يلعب دورا في استمالة المستثمرين نحو الزراعات الصناعية في الأراضي الصحراوية، لتنمية المنتجات الاستراتيجية لفائدة المتعاملين الاقتصاديين. حيث وضعت استراتيجية للاهتمام بحاملي المشاريع المهتمين بالاستثمار في الإنتاج الزراعي والصناعات التحويلية الزراعية في الشعب الاستراتيجية في ولايات الجنوب، وذلك وبالنظر لأهمية المشاريع وآثارها على الإنتاج الوطني، لاسيما الحبوب. * الخبير الاقتصادي هواري تيغرسي ل"الاتحاد": الولاة لهم دور في الدعم والتسويق للإمكانيات المحلية ويعتقد الخبير الاقتصادي هواري تيغرسي، أن مسار الاستثمار في الجنوب مرتبط بعدة قطاعات وزارية وخاصة الزراعة الصحراوية من خلال دعم حقيقي للمواد الأساسية، وكشف تيغرسي في تصريح خص به "الاتحاد" أن توزيع الأراضي الفلاحية بالنسبة للمساحة الاجمالية في الجزائر يقدر بحوالي 49 مليون هكتار تستعمل منها 9 مليون هكتار فقط ما يعني أن 40 مليون منها غير مستغلة وهو رقم كبير يجب العمل على تقليصه، لافتا الى هناك نوعية في الاستثمارات في ولايات معينة من بينها ولايات بسكرة، وادي سوف ، أدرار. واضاف ذات المتحدث "كل هذه الاستراتيجية في خلق هذه الثروة وخلق صناعة تحويلية بالنسبة للجنوب وخلق صناعة المواد الاساسية في الجنوب الهدف منه ليس فقط الخروج من التبعية الاقتصادية للبترول وانما ضروري ان نستعمل وسائل البترول في دعم هذه القطاعات لبناء النموذج الاقتصادي منتظر الذي تعتمد عليه الجزائر الا وهو تنويع الانتاج الوطني خارج مجال المحروقات"، مردفا" الولاة لهم دور خاصة في الدعم والتسويق بالإمكانيات المحلية الموجودة ، من اصل 1541 بلدية هناك 1300 بلدية عاجزة، على الولاة ان يجدوا الحلول لتسويق الامكانيات الطبيعية الموجودة عند هذه البلديات، كما يجب الولوج الى منصة رقمية لحل مشكل التسويق الذي تعاني منه الجزائر".