في الجزائر الفساد يعيش داخل المؤسسات و الإدارات و يعمل جنبا إلى جنب مع العمال و الموظفين و خاصة بعض المدراء الذين لا يتقنون أعمالهم من دون فساد ولو بالشيء القليل، يستيقظ يوميا ذلك الفساد في الإدارات الجزائرية و يباشر عمله كما يختلف فقط مع باقي الموظفين في أيام العمل إذ أنه يعمل باستمرار و 7/7 و في كل الأوقات ( 24/24 ساعة) لا يعرف شيئا اسمه الراحة.بل بالعكس أحيانا، أين يجد "المفسدون في الأرض" أوقات الراحة و العطل و الإجازات و المناسبات الدينية كأفضل "الفرص" لممارسة و تجسيد خططهم "الشيطانية".عندما يغيب بعض المسؤولين الكبار "النزهاء" عن مناصب عملهم سواء تعلق الأمر بالعطل الأسبوعية أو السنوية فان هنالك حتما "ذئاب" ينتظرون فترات ثمينة كهذه لتمرير مشاريع عن طرق "الرشوة" أو نهب الأموال بطرق مدروسة مع الاستعانة ب"المهندسين"، و في هذه الحالة كثيرا ما جرّ المسؤولون إلى أروقة المحاكم مباشرة بعد عودتهم من أيام العطل من غير أن يكون لهم دخل فيما حدث بعدهم..!.الشيء المثير للدهشة عندنا، هو أن السلطة أعلنت الحرب على الفساد و الرشوة منذ سنين لكن النتيجة دائما تكون سلبية، و أصبحنا نسمع بشكل مستمر أن فضائح الفساد الجديدة التي تُكشف أكبر حجما و خطورة مما سبق و بالتالي فإن عملية "المكافحة" التي يتكلمون عنها صار مفعولها عكسي و سلبي في جميع الأحيان، فما الهدف من وضع اللجان و استحداث مؤسسات للمراقبة مادامت لا تغيّر شيئا؟.