انتفخت بالونات "الأحقاد" لدى ملك المغرب محمد السادس و حاشيته إلى درجة أنها لم تحتمل الكميات المتزايدة من الهواء الذي يدخلها فانفجرت و لم يسمعها أحد!... المصيبة أن السلطات المغربية تحاول أن تورط الشعب المغربي الذي لا يعرف عن الجزائر إلا الخير و الخير الكثير في حملاتها السلبية المتواصلة و التي يراد منها السعي إلى كسب التعاطف الدولي و خطف الأضواء حتى يقال إن الجزائر ظلمت و احتقرت جارتها المغرب!؟. وفي الواقع الجزائر لم تظلم أي دولة و ليس لها نية الظلم و الاعتداء مستقبلا حتى على الدول الضعيفة "نفسيا" كما هو الشأن بالنسبة للمغرب، فعندما تتحرك دولة بكاملها و تستدعي سفيرها بالجزائر للتشاور فلابد أن هناك سببا معقولا استدعى القيام بتلك الخطوة. و لكن من غير المقبول أن ينحصر سبب الضجة و الهول من الجانب المغربي في خطاب للرئيس بوتفليقة ألقاه في "أبوجا" نيابة عنه وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، و يبين موقف الجزائر المبدئي حول ضرورة استكمال تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية كما أن الخطاب الذي يجدد التأكيد على ثبات هذا الموقف المعروف، يحظى أيضا بدعم واسع من الاتحاد الإفريقي و البرلمان الأوروبي و العديد من الفاعلين الدوليين الآخرين. فأين الاعتداء أو ما سمته الصحافة المغربية الرسمية بالاستفزاز؟. المؤسف في القضية كلها هو ما أقدم عليه النظام المغربي أمس الجمعة، حينما استأجر ما يسمى بالبلطجية ليُظهر للعالم أنهم من الشعب المغربي و حسب صور فيديو تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، قام أولئك المستأجرين بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مبنى السفارة الجزائرية بالرباط، و ردد المتظاهرون هتافات تدعو إلى إنزال العلم الجزائري من فوق سطح السفارة، ليقوم أحد الشبان بالقفز فوق السياج و الصعود إلى سطح المبنى حيث قام بإنزال العلم ورماه ليتم تمزيقه من طرف المحتجين..!؟، ورغم أن الجزائر تحتفل بالذكرى ال59 لاندلاع ثورة التحرير المجيدة و التي دوّخت العالم بأسره إلا أن المخزن يواصل تطاوله علينا، أفلا يستحق "ملكهم" محمد السادس "الفلقة" الجزائرية إلى درجة البكاء مثل الرضيع؟.