عندما تشتد الأزمات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية في المغرب لا يجد "ملكهم" سوى وجهتين لتفريغ الغضب و تحويل نظر الشعب المغربي و هما الصحراء الغربية و الجزائر، لكن ربما من المعقول تقريبا أن يتكلم ملك المغرب عن الصحراء الغربية ويحاول مغالطة الرأي العام الداخلي و الدولي بأن ما يمارسه نظامه في الأراضي المحتلة ليس احتلالا بل شيء مرادف له فقط.المثير للجدل أن يبقى ملك المغرب طول حياته يفكر في أساليب لإقلاق الجزائر التي لا تتأثر بالتصرفات "الصبيانية" و لا تنتظر خطابات ملك "متهور" لا يفقه سياسيا و لا اقتصاديا و لا شيئا آخر، و الدليل عن جهله في الأولى أنه مارس ما تدينه القوانين و الأعراف والاتفاقيات الدولية، عندما سمح "أعوانه" بتدنيس العلم الجزائري في بلاده و حينما أحسّ بالخطأ و "الجرم"، أرسل العاهل المغربي برقية تهنئة للرئيس بوتفليقة يوم الثلاثاء الماضي و ذلك بمناسبة حلول العام الهجري الجديد، فأي "حماقة" بعد هذه؟.وفي الوقت الذي اعتقد نظام المخزن أن الجزائر تنتظر منهم الاعتذار بفارغ الصبر استغل محمد السادس هذا السيناريو في خطابه الأخير، و تعمّد تهميش حادثة الاعتداء على القنصلية العامة للجزائر بالدار البيضاء مع تمزيق الراية الوطنية دون محاسبة "المجرمين"..!. وفي الحقيقة الجزائر أكبر و أرفع من الدخول في "لعبة الأطفال" و ذهنية الصبيان، فالدبلوماسية الجزائرية يتحدث عن نجاحاتها و حكمتها العدو قبل الصديق و لم يُشهد لها بالإخفاق و لو لمرة واحدة في التاريخ و على نظام المخزن أن يبحث عن سيناريوهات أخرى بدل أساليب الاستفزاز الذي لم يؤثر في الجزائر و لم تلقي له بالا.