قتل حوالي 27 شخصا وأصيب أكثر من ستين في تفجير مزدوج استهدف زوارا شيعة جنوب بغداد، وبهذا يرتفع عدد قتلى التفجيرات والعمليات المسلحة في العراق خلال الساعات ال24 الماضية، إلى 94 قتيلا وأكثر من 150 جريحا. وبالتزامن مع تلك التفجيرات شهدت مدينة تكريت الواقعة شمال بغداد احتجاز رهائن على أيدي مجموعة مسلحة بمقر المجلس المحلي، تمكنت قوات الأمن العراقية من تحريرهم بعد عملية اقتحام ناجحة.في حيا أفادت مصادر من الشرطة العراقية أن سيارتين مفخختين انفجرتا بالتتابع في ناحية الرشيد جنوب بغداد، واستهدفتا مواكب الزوار الشيعة الذين يحيون أربعينية الإمام الحسين مشيا على الأقدام وصولا إلى مدينة كربلاء، حيث يوجد ضريحا الإمامين الحسين والعباس، مما أسفر عن سقوط أكثر من 27 قتيلا وأكثر من ستين جريحا.كما سبقت ذلك أعمال عنف دامية أسفرت عن مقتل 64 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من مائة بجروح في سلسلة عمليات مسلحة وتفجيرات وقعت في العاصمة وعدد من المحافظات العراقية، ففي بغداد قتل 23 شخصا وأصيب أكثر من 85 في سلسلة تفجيرات متزامنة وقعت بمناطق متفرقة، وأما في مدينة بيجي شمال محافظة صلاح الدين، قتل 11 شخصا هم خمسة من أفراد الشرطة وستة فجروا أنفسهم، وأصيب عدد آخر من الشرطة في هجوم مسلح شنه مهاجمون يرتدون أحزمة ناسفة استهدف مركز شرطة بالمدينة.ومن جهتها حمل أعضاء مجلس محافظة صلاح الدين الحكومة العراقية مسؤولية تردي الوضع الأمني، وطالبوا بتغيير القيادات الأمنية الحالية وتشكيل قيادة عمليات خاصة بالمحافظة.كما أن في منطقة النهضة وسط العاصمة، قتل أربعة أشخاص وأصيب تسعة بجروح في انفجار سيارة مفخخة، في حين قتل أربعة أشخاص وأصيب 11 شخصا في انفجار سيارة أخرى قرب مجلس محافظة بغداد بالقرب من المنطقة الخضراء التي تضم مقار الحكومة والسفارات الأجنبية، وانفجرت سيارة مفخخة أخرى بمنطقة البياع جنوب غرب بغداد مما أسفر عن سقوط قتيل وتسعة جرحى، وفي تفجير آخر قرب وزارة الداخلية قتل ثلاثة أشخاص وأصيب سبعة بجروح، كما قتل شخص في انفجار عبوة لاصقة ثبتت بسيارته في منطقة المحمودية إلى الجنوب من مدينة بغداد.وفي الموصل، هاجم مسلحون مجهولون حافلة لنقل الركاب في غرب المدينة الواقعة شمالا مما أدى إلى مقتل ستة رجال وست نساء، وفي تكريت تمكنت القوات العراقية من تحرير موظفي المجلس المحلي بالمدينة شمال بغداد بعدما جرى احتجازهم رهائن على أيدي مجموعة مسلحة، ومن جانبه، قال مقدم في شرطة تكريت إن أحد أعضاء المجلس البلدي واثنين من أفراد الحماية لقوا مصرعهم خلال عملية الاقتحام والتحرير، كما كان المسلحون اقتحموا مبنى المجلس التابع لقضاء تكريت مركز محافظة صلاح الدين بعد تفجيرهم سيارة مفخخة أمام المبنى، وفرضت السلطات العراقية عقب ذلك حظراً شاملاً للتجول في تكريت وأخلت مدارس المدينة. كشفت مصادر أمنية إن ثلاثة مسلحين هاجموا مركز الشرطة بعد تفجير سيارة ملغمة، فقتلوا في بادئ الأمر أحد الضباط وشرطيا وتحصنوا بإحدى الغرف، واقتحمت بعد وقت قصير فرقة من قوات التدخل السريع المركز فقتلت أحد المسلحين الثلاثة، قبل أن يفجر المهاجمان الآخران نفسيهما ويقتلا ثلاثة من أفراد قوات الأمن، وفقا لرائد في الشرطة وطبيب في مستشفى بيجي.في حين أعربت المصادر عن اعتقادها بأن المهاجمين ربما كانوا ينوون تحرير سجناء مرتبطين بتنظيم القاعدة محتجزين في بناية مديرية الشرطة المجاورة.، كما تأتي هذه التطورات الأمنية عشية ذكرى مرور عامين على انسحاب القوات الأميركية من العراق في 18 ديسمبر الأول 2011.وتمثل أعمال العنف الأخيرة حلقة جديدة من مسلسل العنف اليومي المتصاعد منذ أفريل وسط عجز القوات الأمنية عن وقف التدهور الأمني الذي يرجح مراقبون استمراره حتى الانتخابات المقبلة في أفريل 2014.