سادت حالة من التوتر الشديد مدن جنوب اليمن، وقُطعت الاتصالات عن محافظة حضرموت، مع بدء مظاهرات حاشدة أول أمس دعا إليها تحالف قبائل حضرموت تحت اسم "الهبّة الشعبية"، بهدف إخلاء محافظات الجنوب ومدنه من قوات الأمن والجيش الشمالية التي وصفها بالمحتلة. كشفت مصادر إعلامية أن عددا من مراكز الشرطة في المحافظة الواقعة جنوب شرق البلاد وقعت في يد أهالي المنطقة، وأما وكالة سبأ فقد وصفت التقارير بأنها افتراءات وأخبار غير صحيحة تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في محافظة حضرموت، كما كانت قبائل وعشائر في محافظة حضرموت قد دعت إلى هبّة شعبية إذا لم ترضخ الحكومة لشروطها بعد مقتل زعيم قبائل الحموم في المحافظة الشيخ سعد بن حبريش، ومرافقيه في الثاني من الشهر الجاري برصاص قوات عسكرية اشتبهت في انتمائه وجماعته المسلّحة إلى تنظيم القاعدة، مما خلق موجة غضب غير مسبوقة في صفوف قبائل الجنوب.وأكد بيان صادر عن تحالف قبائل حضرموت إن التحالف رفض طلبات طرحتها لجنة رئاسية للتحكيم في قضية مقتل الشيخ بن حبريش والبحث في المطالب التي تبناها زعماء قبائل المحافظة لتنفيذها، مشيراً إلى أن التحالف القبلي لم يلمح جدية في تعامل السلطات مع القضية حيث لم تتخذ أي خطوات لتنفيذ مطالبها المتمثلة في إحلال قوات أمن من أبناء حضرموت في النقاط الأمنية وإخراج قوات الجيش من المدن.كما شوهدت في شوارع محافظات عدنوحضرموت وأبين وشبوة ملصقات تدعو المواطنين الشماليين إلى مغادرة هذه المحافظات مذيلة بعبارات "نحن في حل من ممتلكاتكم وأموالكم وتجارتكم".ونقلا عن شهود عيان أن عشرات من الأسر التي تنتمي للمحافظات الشمالية قد غادرت بالفعل تلك المحافظات وعادت إلى مدنها بالشمال خوفاً على أرواحها.كما ذكروا أن الاتصالات السلكية سواء الثابتة أو المحمولة قد قطعت عن محافظات الجنوب ولم يستطع أي شخص خارج تلك المحافظات الاتصال بأي قريب له في الجنوب.في حين أكد سكان وشهود عيان في محافظة الضالع الجنوبية أن أبناء المنطقة أغلقوا منفذ سناح الحدودي مع شمال اليمن، ورفعوا أعلام الجنوب على المباني والمؤسسات الحكومية ومبنى الأمن العام بالمحافظة.كما نسبت يو بي آي إلى مصدر في الحراك الجنوبي أن اشتباكات عنيفة تقودها عموم قبائل الحموم بحضرموت وحلفائها نشبت في ثلاثة مواقع عسكرية تابعة لحماية الشركات في قطاع المسيلة بمديرية غيل بن يمين، استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة، لافتاً إلى أن قبائل الحموم سيطرت على موقعين عسكريين في قطاع 14 النفطي هناك.كما أوقفت شركات النقل الجماعي أمس جميع رحلاتها إلى المحافظات الجنوبية، ومنها حضرموتوعدن، تحسباّ لأية أعمال عنف قد تطالها، إذ يشار إلى أن الحراك الجنوبي أُسّس مطلع عام 2007، ويضم القوى والحركات والشخصيات اليمنية في جنوب البلاد التي تطالب بالانفصال عن الشمال وعودة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، التي كانت قائمة قبل الإعلان عن توحيد شطري اليمن في 22 ماي 1990 بعد مفاوضات طويلة وشاقة بين الطرفين.