تعيش العائلات القاطنة بالعمارات حي عباد عائشة بمفتاح ولاية البليدة، حالة معيشية جد مزرية في ظل غياب كل المستلزمات الأساسية للحياة الكريمة للمواطن البسيط، خاصة ما تعلق بالغاز وإزالة الروائح الكريهة التي تنبعث من كل مكان. وفي حديثنا لسكان الحي أكدوا لنا أن معاناتهم طويلة المدى وصعبة للغاية، ورغم الشكاوي الكثيرة التي قدموها إلى السلطات المعنية وإلى الرؤساء المتعاقبين على المجلس الشعبي البلدي لبلدية مفتاح، لكن لا أحد منهم حاول النظر إلى انشغالاتهم على حد تعبيرهم، وفي هذا الصدد عبر قاطنو هذه العمارات أنهم سئموا الوعود والعيش بالطرق البدائية، خاصة منها المتعلقة بالغاز الطبيعي المطلب الملح في جل الاحتجاجات السابقة غير أن وعود المسؤولين بالبلدية بقيت حبيسة الأدراج حسبهم، ليبقى سكان هذا الحي يتجرعون مرارة غياب أبسط ضروريات العيش الكريم التي بخلت السلطات المعنية توفيرها لهم، والتي مازالت تتفرج على معاناتهم حسب كلام سكان الحي. تهيئة طرقات الحي مطلب ملح للسكان ولا تزال معاناة سكان حي عباد عائشة بمفتاح مع الوضعية الكارثية التي يعيشها حيهم منذ وقت طويل متواصلة لحد الساعة نتيجة افتقار لأدنى خدمات الضرورية كتهيئة الطرقات، هذا الحي الذي لم يستفد من أية عمليات التهيئة التي من شأنها أن ترفع الغبن عن المواطن بصفة نهائية، وفي هذا الصدد أكد هؤلاء أن هذا الأخير يعاني من مشاكل كثيرة، كشبكة الطرقات الترابية التي تحولت مع مرور الوقت إلى حفر عميقة يصعب على الراجلين والسائقين تجاوزها خلال فصل الشتاء، ونتيجة لهذه الوضعية يلجأ سكان الحي إلى استعمال أحذية بلاستيكية أو أكياس لتجنب الأوحال، ويضعون أيديهم على أنفهم وفمهم في الصيف لتجنب الغبار المتراكم، مما سبب في مساهمة إنتشار مرض الربو والحساسية. المياه القذرة والبعوض حرمت العائلات من النوم معاناة سكان حي عباد عائشة لم تنتهي عن هذا الحد بل يضاف لها مشاكل أخرى مع انتشار مياه القذرة والبعوض، إذا أبدى هؤلاء تذمرهم وقلقهم الشديدين، بسبب الوضعية المزرية التي يعشونها، محملين في نفس الوقت السلطات المحلية مسؤولية معاناتهم خاصة انتشار الحشرات الضارة كالبعوض الذي حرم العائلات القاطنة بهذا الحي النوم بسبب انتشاره الكبيرة بالمكان، هذا الأخير شكل كابوسا حقيقيا لهؤلاء خاصة في فترة الليلية، أين يحتاج المواطن إلى الراحة، ليدخل في صراع حاد مع هذه الحشرة التي انتشرت بكثرة، و بالرغم شكاويهم للمسؤولين عن المنطقة بضرورة التدخل ورش الحي بالمواد الكيماوية، إلا أن هذا المشكل بقي يراوح مكانه بسبب تخاذل المعنيين بالأمر، وأمام كل هذه المشاكل المتفاقمة يأمل هؤلاء السكان أن تنظر السلطات إلى مشاكلهم من خلال برمجة مشاريع تهيئة على غرار الأحياء المتواجدة في المدينة.