ارتأت يومية "الإتحاد "أن تسلط الضوء على واقع سكان بلدية بني بوعتاب ومعاناتهم مع ظروف العيش في أعزل بلدية على مستوى ولاية الشلف، وأيضا أفقر بلدية نظرا لغياب أي مصدر لتموين الخزينة العمومية للبلدية،أين وقفنا مع المسؤول الأول لهذه البلدية " غازي محمد" والذي فتح صدره لنا بكل ترحاب،وأوضح من خلال حواره بأنه سيعمل رفقة أعضاء المجلس البلدي بإخراج السكان من عزلته ومعالجة النقائص المطروحة كمشروع من الأولويات،كما أوضح بأن برنامج البلدية يحمل عدة نقاط مهمة تخص معالجة ماء الشرب،السكن،التهيئة،الإنارة العمومية،ضف إلى تحسين الخدمات الصحية وخلق مشاريع استثمارية متعددة منها في مجال السياحة والصحة. الإتحاد : هل من بطاقة تقنية للبلدية التي تشرفون عليها ؟ رئيس البلدية : تقع بلدية بني بوعتاب في أقصى جنوب ولاية الشلف،يحدها جنوبا ولاية تيسمسيلت،شرقا ولاية عين الدفلى وغربا بلدبة سنجاس وشمال بلدية الكريمية،عدد سكانها يقارب 4000 نسمة،حيث كان قبل العشرية السوداء أكثر من 10 آلاف نسمة وبسبب العشرية ونزوح السكان الى المناطق آمنة تقلص العدد إلى أقل من 1000 نسمة ولكن بعد الاستقرار أضحى بعض السكان يفضلون العودة إلى مناطقهم الأصلية،أغلب مساحتها غابية وغير صالحة للزراعة،يميزها الطابع الجبلي،سكانها يعتمدون في معيشتهم قبل العشرية السوداء على الفلاحة والرعي وحاليا على ما رزق الله من نعمته بسبب مخلفات العشرية السوداء والتي لا زالت إلى الوقت الحالي مذبذبة في ذهن السكان وهو ما جعلهم يعزفون عن أي نشاط فلاحي أو الرعي كما كان عليه الحال،كما أن تجمع السكان في تجمعين لمسكنين ،الأول بمركز البلدية،حوالي 2500 نسمة والثاني بمنطقة بني جرتل،حوالي 1500 نسمة،كما أن مدخول البلدية منعدما تماما،وتبقى مساعدات الدولة هي الرزق الوحيد الممول للبلدية. الإتحاد : هل تدرك مدى حجم المسؤولية الملقاة على عاتقكم،خاصة وأنت المسؤول الأول على بلدية معزولة ومواطنيها في حاجة إلى إزهار؟ رئيس البلدية : دون شك والغيرة على منطقتي دفعتني ومعرفتي الجيدة لهذه المنطقة أن أترشح كرئيس للبلدية والشعب وضع ثقته في شخصي ولابد أن أكون خادما لهم رفقة أعضاء المجلس الشعبي للبلدية، ونحن على استعداد والتضحية من أجل سكان هذه المنطقة،وبأننا سنعمل جاهدين نحو الأفضل والعمل على تحسين التنمية المحلية ومحاولة خلق مشاريع جديدة قصد الاستقرار وعودة النازحين إلى مناطق الأصلية وإعادة تعمير الأعراس،إلا أن هذا الطموح صعب المنال ولكنه سيتحقق إذا تحققت الإرادة من جميع الإطراف سواء المحلية على مستوى البلدية أو على المستوى الولائي. الإتحاد : كما قلت بإعتبارك إبن المنطقة وأنت المسؤول الأول بهذه البلدية،ماهو مشروعك وهدفك الأسمى لتحقيقه ؟ رئيس البلدية : أنا أقول وأؤكد أن بلدية بني بوعتاب بحاجة ماسة إلى أبنائها من فلذة كبدها والواعين بالمسؤولية والعارفين بماذا تحتاجه بلديتهم ومعاناة أبناءها و الحاضرين في محن بلدية بني بوعتاب،خاصة أثناء العشرية السوداء والتي كانت بلدية محرمة على أهلها وحاليا هي في حاجة إلى سكانها وبأننا سنعمل وواعين بحجم المسؤولية وسنعمل على التكفل بانشغالات مواطنيها التي لا تعد ولا تحصى خاصة منها المتعلقة بالجانب الاجتماعي مثل السكن و الشغل و الماء الصالح للشرب و شبكات الصرف الصحي و الطرقات و المرافق الرياضية و الثقافية و غيرها من المشاريع المنعدمة بالبلدية.وبخصوص هذه الاحتياجات التي ذكرتها سنحتويها مستقبلا وفق البرنامج التي تتماشى مع الموقع الجغرافي للمنطقة و حاجيات السكان، منها بالخصوص ماء الشرب،قد ذهبنا بعيدا في هذا المجال بعد أن غطينا نسبة تقارب 90 بالمائة وإيصال الماء إلى السكان سواء بمركز البلدية أو منطقة بني جرتل،كما أن مشكل العزلة قد تم معالجته بمشروع إعادة الاعتبار للطريق الرابط بين السد الكبير ومركز البلدية على مسافة 15 كلم،وهو الأمر الذي سيساهم في رفع غبن العزلة وفتح الأبواب أمام المستثمرين والمقاولين للعمل بهذه البلدية،خاصة وأن مشكل الطريق أبعد كثير من المقاولين على إستيلام المشاريع،كما أن البلدية تدعمت بأول متوسطة تم افتتاحها قبل موسمين من الدراسة،وما يعيق سكان البلدية مركز هو مشكل الخدمات الصحية،حيث يتكفل طبيب واحد فقط وفي ظرف أسبوع بسكان البلدية وهذا بسبب رفض الأطباء الإقامة بمركز البلدية كونها معزولة،كما إننا نعمل مستقبلا ومن مشاريع أعضاء المجلس البلدي بتدعيم حظيرة البلدية بالشاحنات و حافلات نقل المسافرين من نوع هيونداي و اقتناء سيارة إسعاف للبلدية، وبالمناسبة أشكر والي الولاية الذي دعم الحضيرة بحافلة نقل المدرسي أثناء زيارته الأخيرة إلى البلدية،كما تدعمنا بحافلة أخرى من قبل وزارة التصامن. ومن جهة أخرى وسأوسع دائرة المساعدة على الإدماج المهني، كما أننا سنعمل رفقة السلطات الولائية ومصالح الغابات بخلق جيوب عقارية الغرض منها إنجاز سكنات ريفية لفائدة جميع سكان مركز البلدية، وسيتم كذلك تعبيد شوارع القرية و توسيع شبكة الإنارة العمومية،وسينجز مخبزة بمقر البلدية بهدف توفير مادة الخبز و أيضا سيتم خلق مناصب عمل للمواطنين،وكذلك سأسعى للنهوض بالقطاع الفلاحي و إعطائه أولوية كبرى للزراعة الجبلية بحكم طبيعة المنطقة،و هذا من خلال تدعيم الفلاحين بالأشجار المثمرة من مختلف الأنواع خاصة المعروفة بالمنطقة كأشجار الزيتون،و كذا سيتم تقوية الدعم الفلاحي الخاص للتسهيل على المواطنين تربية الدواجن و المواشي و النحل، كما أن مشروع الغاز الطبيعي من أولوياتنا. الإتحاد :كيف ترى قطاع التربية،سواء من حيث الهياكل أو التأطير ؟ رئيس البلدية :جانب الهياكل غير مطروح تماما،حيث تتوفر البلدية على 4 مؤسسات تربوية منها ثلاث إبتدائيات ومتوسطة،أما مشكل التأطير أيضا غير مطروح ماعدا مشكل النقل الذي يجد فيه المؤطرون القاطنون بمناطق بعيدة صعوبة في الالتحاق بمؤسساتهم وقد ساعدنا والي الولاية في ذلك ومنحنا حافلة خصيصا لنقل الأساتذة والمعلمين الإتحاد : وكيف ترى الجانب السياحي بمنطقة عذراء ؟ رئيس البلدية:فيما يخص الجانب السياحي،هو من صلاحية مديرية السياحة،حقا أن منطقة بني بوعتاب تتوفر على معالم تاريخية كبيرة باعتبارها بوابة جبال الونشريس وأيضا تتوفر على مساحات غابية شاسعة وتتوفر على أشجار نادرة وعلى الجميع الاهتمام بهذه الثروة الغابية،كما أن المنطقة جبلية وبذلك أقول بان كل شيئ متوفر لأن تكون منطقة بني بوعتاب منطقة سياحية حينما توفرت الإرادة وخاصة من المعنيين على شؤون السياحة في بلادنا الإتحاد : هل من كلمة ختام نختم بها هذا الحوار ؟ رئيس البلدية : نحن في خدمة هذا الشعب وأبواب البلدية دائما مفتوحة وأنا مستعد لاستقبال المواطنين في أي زمان حتى أيام العطل وفي أي مكان وليس في المكتب فقط.أما مشروعنا كأعضاء منتخبين هو تعمير القرى والدواوير والتي أفرغت من سكانها تماما،حيث تنعدم بها الحركة حتى في النهار،كما نأمل في توفير غاز المدينة بمركز البلدية وخلق هياكل خدماتية خصوصا مخبزة ومقهى،كما نأمل بخلق مشروع استثماري في مجال السياحة وتحويل السد الكبير إلى قطب سياحي نظرا لموقعه وما يحتويه من مناظر خلابة،وأيضا خلق مشروع بناء مستشفى بالمنطقة نظرا للموقع المرتفع والغابات الكثيفة والتي تعد مرتعا مهما بالنسبة للمصابين بأمراض التنفس.