انبثقت بلدية الجبابرة الواقعة بأعالي دائرة مفتاح بالبليدة عن التقسيم الإداري الأخير وتتربع على مساحة تقدر ب 28 كلم مربع ويصل عدد سكانها 3400 نسمة، وكغيرها من البلديات الموجودة عبر إقليم الولاية تعاني البلدية من غياب الأوعية العقارية باعتبارها منطقة جبلية ريفية ومعظم الأراضي المتواجدة بها هي ملك للخواص ومستغلة فِلاحيا، وهو الطابع الغالب على البلدية الأمر الذي حرمها من الاستفادة من المشاريع التنموية التي من شأنها أن تحسن الوضع الاجتماعي و الاقتصادي للسكان· يتخبط سكان منطقة الجبابرة في مشاكل كثيرة أثرت على يومياتهم ومن بينها غياب مرافق صحية ورياضية وثقافية وحتى سكنية، حيث لم يستفد سكان البلدية من مشاريع سكنية في صيغة السكن الاجتماعي أو التساهمي لغياب العقار بالمنطقة، إلا أنهم استفادوا من حصص من مشاريع البناء الريفي أين تم منحها مئة قرار جديد يخص الإعانة الريفية وجاءت هذه العملية لتشجيع السكان للعودة إلى أراضيهم التي هجروها خلال العشرية السوداء أين كانت المنطقة من بين أكثر المناطق بالبليدة المتضررة من همجية الإرهاب باعتبارها من بين المناطق الجبلية والنائية التي كانت خلال سنوات العشرية الحمراء مسرحا للاغتيالات والاعتداءات التي أرغمت أكثر من 1000 عائلة على ترك أراضيها والنزوح نحو المدن لتجد نفسها مجبرة على إقامة سكنات قصديرية والانتشار كالفطريات حول المدن والمناطق الحضرية· .... قلة النقل يتصدر قائمة مشاكل السكان ومن جهة أخرى، يبقى مشكل النقل مطروحاً بقوة لدى سكان المنطقة التي تتميز بطرقاتها الوعرة وكثرة المنعرجات بها الأمر الذي جعل الناقلين الخواص يعزفون عن العمل عبر الخط الرابط بين البلدية ومختلف البلديات المجاورة وعدم انضباطهم في مواعيد تنقلاتهم إن وجدوا· الأمر الذي أثار غضب وتذمر السكان الذي يبقى توفر حافلات للنقل حلم بعيد المنال وهو كذلك ما يعتبره السكان إجحافا في حقهم وظلما لهم كونهم يضطرون للتنقل إلى البلديات المجاورة وسط فوضى وتزاحم يومي، ناهيك عن قدم واهتراء حافلات النقل العاملة بالمنطقة زيادة على قلتها مما يضطر السكان على انتظارها لساعات طويلة تحت أشعة الشمس صيفا وتحت الأمطار شتاءا نظرا لعدم تهيئة المواقف هناك وانعدامها لواقيات تضمن الراحة للمسافرين· إنجاز قاعة للعلاج في أعالي البلدية استفاد سكان المداشر والقرى إضافة إلى الأحياء من عديد المشاريع التنموية لرفع الغبن وترقية الإطار المعيشي لهؤلاء في ظل صعوبة العيش نظرا للتضاريس الجبلية التي تميزها، إضافة إلى نقص المرافق الضرورية بسبب مشكل العقار، إلا أن المنطقة استفادت مؤخرا من مشاريع تنموية من شأنها رفع الغبن عن السكان منها استفادتها مؤخرا من إنجاز قاعة للعلاج بالجبابرة العليا وذلك لتخفيف الضغط عن مركز العلاج القديم والمتواجد بحي أولاد رجم ومن المنتظر أن تنتهي الأشغال به شهر سبتمبر القادم، كما استفاد شباب المنطقة من قاعة للمطالعة وكذا من مركز ثقافي في طور الإنجاز سيساهمان في إثراء الرصيد المعرفي ويحدان من الفراغ القاتل الذي يعيشه الشباب· وعن مشكل الماء الشروب الذي يصطدم به السكان خاصة عند مطلع كل فصل صيف، فمن المنتظر كذلك الشروع في القيام بدراسة لتزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب كما تم تزفيت مختلف الأحياء الفرعية للمنطقة وربطها بشبكة الصرف الصحي· تعتبر جبال الجبابرة من بين أهم المناطق السياحية المستقبلية نظرا لما تزخر به من مناظر طبيعية خلابة تسلب العقول وتأسر القلوب ولها مستقبل سياحي هام نظرا لاحتوائها على ثروة غابية هائلة ومناطق جبلية خلابة تنافس بها أكبر المناطق السياحية بالوطن، إلا أن هذا الثراء الطبيعي يعاني الإهمال من قبل المسؤولين الذين لا يولون اهتماما بالمنطقة سياحيا، إلا أنها تبقى بمناظرها الخلابة تنافس منطقة الشريعة من الجانب السياحي·