عرف قطاع التربية مؤخر تغييرا جذرياّ، بعد كل ما شهده من تجاذبات بين الوزارة والنقابات، التي طالما طرحت مطالبها في عهد بن بوزيد وبابا أحمد، وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من رسم ملامح هذا التغيير بوضعه لبن غبريط على رأس القطاع، لعلّ الجنس اللطيف يحدث التوازن فيه، ويمحي الصورة السوداء التي لحقت بالقطاع جراء كل ما شهده في السنتين الماضيتين.وقامت وزيرة التربية نورية بن غبريط عقب توليها مهامها بجملة من اللقاءات والندوات لتتدارك من خلالها ما لحق بالقطاع من أزمات، والتي كانت ظاهرة الغش الجماعي السنة الماضية من أهمها، والمطالبة بتحديد العتبة أبرزها، وفي الاجتماع الأخير الذي جمعها بالنقابات نوهت الوزيرة بحرصها الشديد على إلغاء عتبة الدروس، وبإعادة النظر في هذه الإصلاحات. الأسنتيو: بن غبريط تلوح بالتخلي عن العتبة كشفت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أمس، عن نيتها في التخلي عن العتبة وإعادة النظر في الارتقاء الآلي بمرحلة التعليم الابتدائي والتكفل بانشغالات عمال القطاع والاهتمام بتكوين الأساتذة والمعلمين، ما يؤدي للإصلاح العام للمدرسة الجزائرية العمومية.وقالت الوزير خلال الاجتماع الثنائي الذي جمعها مساء أول أمس بممثلي النقابة الوطنية لعمال التربية في ردها على انشغال النقابة بخصوص العتبة التي أفقدها امتحان شهادة البكالوريا مصداقية، وذلك حسب بيان " الاسنتيو"، أنها تعمل على إلغائها من خلال الإصلاح العام للمدرسة العمومية الذي تنوي القيام به، ودعت الوزيرة الجميع إلى التعاون معها قصد إخراج المدرسة الجزائرية من أزماتها.كما رحبت الوزيرة بمقترح الاسنتيو الداعي إلى عقد ندوة وطنية جادة بحضور الفاعلين وأهل الاختصاص قبيل نهاية الموسم للخروج من النكبة التربوية وتناول ملف الإصلاح التربوي وفق مقاربات علمية حديثة لا تخرج عن دائرة البحوث العلمية قد تتيح إمكانية التقويم، موجهة انتقادا لكافة الإجراءات التي رافقت مراحل إصلاح مرحلة التعليم الإلزامي، وبخصوص التحضير للدخول المدرسي القادم والذي أكدت "الأسانتيو" بأن سوء التسيير واللامبالاة وتسيب الكثير من مديري التربية لا ولن يضمن الاستقرار في سبتمبر القادم باعتبار أن العديد من الهياكل لم تنجز ولم تسلم رغم تجاوز الآجال والمئات من المؤسسات التربوية بدون تجهيز.وقالتى ذات الجهة بأن بن غبريط ستتابع كل الملفات شخصيا وسوف تتصدى لكل مقصر يعيق الدخول المدرسي، مجددة طلبها بضرورة التعاون والتنسيق لإنجاح الدخول المدرسي القادم، وردا على انشغالات النقابة وبالخصوص ملف الآيلين للزوال والمساعدين التربويين والعمال المهنيين وموظفي الأسلاك المشتركة فأكدت بن غبريط بأنها ستعكف على معالجة كل القضايا والانشغالات التي تخص الحياة المهنية لعمال القطاع. الأنباف ينفي مقاطعته لطاولة الحوار فند الاتحاد العام لعمال التربية والتكوين الأنباف"، مقاطعته لقاء الوزيرة نورية بن غبريط، الذي كان مبرمجا سابقا، موضحا أن الاتحاد طالب بتأجيله فقط بسبب ارتباطات أعضائه المحددة مسبقا.وأكد مسعود عمراوي، على صفحته الرسمية " الفايس بوك"، أن الأنباف يرحب بلغة الحوار مع وزارة التربية، موضحا أنه قام بطلب تأجيل اللقاء الذي كان مبرمجا الخميس الماضي مع الوافدة الجديدة نورية غبريط لكون بعض قيادات الاتحاد في زيارات تنظيمية لمختلف الولايات وكانوا بعيدين عن العاصمة،كاشفا أن عضوين من المكتب الوطني من ولايات الجنوب لم يكن بإمكانهما الحضور لأن الدعوة وصلت في وقت متأخر، مشددا على أن " هذا هو السبب الحقيقي لطلب تأجيل اللقاء ولا توجد أي سياسات او اعتبارات أخرى". وأوضح عمراوي، قائلا: "لا يتبنى أبدا سياسة الكرسي الشاغر، فهو يحضر أي اجتماع يدعى إليه ويقول كلمته بوضوح تام ومواقف ثابتة"، منتقدا "العمل اللاّمهني لبعض الصحف الجزائرية التي تروج لأخبار لا أساس لها من الصحة.وجدد "الأنباف" مطالبه للوزيرة " الاستعجال ونحن على أبواب الامتحانات الرسمية إدراج المسخرين من موظفي المصالح الاقتصادية والأسلاك المشركة والعمال المهنيين وأعوان الأمن والوقاية في الخريطة المالية لتسديد مستحقات التسخير على غرار بقية زملائهم من مختلف الأسلاك".وكانت بن غبريط قد اجتمعت بحر الأسبوع الماضي، بنقابات التربية وأكدت خلال الاجتماع أنها ستلغي العتبة خلال السنة المقبلة، كما انتقدت إصلاحات بوبكر بن بوزيد وتسيير د بابا أحمد لوزارة التربية، وأكدت بأنها ستعيد النظر في هذه الإصلاحات، كما أكدت بأنها ستفتح حوارا جادا مع النقابات غير أنها طلبت من النقابات بأن لا تصب الزيت على النار وتعطيها مهلة لمعرفة القطاع معرفة جيدة، كما استمعت إلى تقارير مديري التربية حول التحضير للامتحانات الرسمية والدخول المدرسي المقبل.