· السعادة حب وتعاون وشراكة · في الحياة الزوجية.. من هو صاحب القرار؟ · الشورى بين الزوجين.. مدخل للتفاهم وتجديد للحب تقوم السعادة الزوجية على الحب ورضا الطرفين عن بعضهما البعض واطمئنان كل طرف إلى الآخر،لكن بالحب وحده لن يتحقق لنا هذا المطلب، خاصة إذا غاب عنصر التشاور بين الزوجين الذي يشيع روح المحبة و المودة و التفاهم، و يبعث الثقة و الطمأنينة في النفس، كما أنه يشعر كل طرف أن الطرف الآخر يحترم فكره و يقدره فالشورى تمثل جزءا مهما منها، حيث يقول تعالى: ((وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)) [الشورى:38]، و والتشاور بين الزوجين مبدأ إسلامي أصيل هدفه الوصول إلي الرضا النفسي و الشعور بالاستقرار و المعايشة الوجدانية و تقارب الأفكار، أما غيابه فهو المدخل للتخاصم والتدابر والشقاق وضياع الحب والتفاهم، كذلك غيابه يؤدى إلى كثرة الخلافات والصدامات، وفقدان الثقة بين الطرفين، وعدم الإحساس بالأمان، والقرآن الكريم يذكر التراضي والتشاور بين الزوجين.. روبورتاج: ي. مغراوي الديمقراطية أمر مطلوب في الحياة الزوجية لكى تسير سفينة الحياة الزوجية بسلام وأمان وتتخطى الأمواج العاتية والأهوال، ولكن التشاور من الحقوق المشتركة بين الزوجين، وهو يكون فيما يتعلق بشؤون البيت وتدبير أمر الأسرة ومصير الأولاد، وغير ذلك فالزوج يشاور المرأة ويأخذ برأيها، ولكن وللأسف تعاني بعض الزوجات تسلط أزواجهن واستبدادهم بالرأي، حيث يتوهم الزوج نفسه ديكتاتورا، وحاكما بأمره ، يأمر فيطاع، ولا يسأل عن شيء، في حين أنه ليس من الحكمة أن يستبد الرجل برأيه ولا يلتفت إلى مشورة زوجته، لا لشيء إلا لأنها امرأة ومشورتها قدح لقوامته عليها في نظره، فكم من امرأة أدلت برأي صار له أكبر الأثر في استقامة الأمور وصلاح الأحوال؟! تائهة ولا أدري كيف أمشي في مركب أسري خال من التشاور صليحة ثلاثينية متزوجة وأم لولدين مشكلتها لا تنتهي مع زوج لا يناقشها في شيء حتى لو كان الأمر يخصها... تقول: هذا الأمر أصبح يشكل الكثير من المشاكل حيث إنني لا أحب أن يعاملني بهذا الأسلوب وحيث إن كلامه لي كله أوامر كأنه يتعامل مع عامله، وما جعلني أدرك انه يعتبرني أثاثا من أثاث المنزل هو عندما لجأ لتغيير مدرسة الأولاد دون أن يطلعني عن السبب ليكول لي بعد أسبوع أنه باع المنزل واشترى آخرا في منطقة أخرى لقد جئته بجميع الأساليب للتحاور والنقاش معه كأن يكون في وقت راحته أو أن يكون مزاجه رائق أو قبل نومه ولكن دون فائدة، ها أنا اليوم تائهة ولا أدري كيف أمشي في مركب أسري خال من التشاور لتخطي هذه المشكلة وما الأسلوب الصحيح الذي يجب أن اتخذه معه. يتصرف على هواه ويحسسني أنني قليلة عقل أما مونية متزوجة حديثا فقالت: تربيت في منزل والدي على أنه من حق كل فرد بالأسرة أن يدلي برأيه وأن يناقش وأن يؤخذ برأيه إن كان صحيحا .. وتزوجت شخصا تربى على أن الفتاة لا رأي لها وأن الفتاة ناقصة عقل وأنه ( شاوروهم وخالفوهم) وعلى أن للرجل التصرف والتدبير دون الرجوع للمرأة في أكبر المسائل او اصغرها. نتيجة لذلك زوجي لا يعطيني فرصة للتعبير عن رأيي بي شكل.. واذا كنا نتناقش يرد بعبارة واحدة (ما تقدريش تفهمي حاجة كيما هاذي) دون أن يحاول حتى اقناعي بوجهة نظره ويقول أن النقاش بين الرجل والمرأة يعني أن يتكلم الرجل وتفهم المرأة، أحيانا كثيرة أجلس مع نفسي واسال ان كنت فعلا غبية ومحاورة فاشلة فعلا... كما أنه يتصرف دون الرجوع إلي لدرجة انه في احد الايام كنا جالسين نحتسي القهوة واذا بجرس الباب يدق وتدخل ابنة عمه وزوجها لتقول لنا" جيت ندي اللصالون اللي عطالي ؤاجلك"!!! نعم كنا تغيير الصالون ولكن يشاورني في ذلك فبقيت صامتة مكتوفة الأيدي.. لذلك أصبحت ألتزم الصمت دائما في أي حوار او نقلش او موقف.. لتشاور مبدأ من مبادئ الاسلام فيما قالت سمية: منذ أن تعرفت على زجي لاحظت أنه يأخذ برأي في كل صغيرة وكبيرة، ما جعلني أحبه وأقدره أكثر كونه لا يفعل شيئا في حياتنا إلا وتشاونا عليه وتوصلنا إلى رأي سديد وهذا هو ما كنت أتمناه طيلة حياتي أن أرزق بزوج عاقلا يعرف قيمة المرأة ، فمشاورة الرجل لزوجته لا ينقص من رجولته كما يعتقد البعض وإنما هو كلق ومبدأ من الاسلام. استشارة المرأة حق شرعي وفي هذا الصدد تقول أستاذة الفلسفة والشريعة زركوش فاطمة: المشاورة مطلوبة من قبل الشريكين، الزوجة من زوجها والزوج من زوجته، ولن تنقص قيمة أحد منهما أو كرامته أو رجوليته -كما يظن البعض- إن هو أخذ بمشورة الآخر. ويجب أن نبيّن أن المشورة لا تعني الأمر ولا تعني الفرض، يعني إذا تم التشاور بين الزوجين ثم قرر الزوج خلافا لما أشارت إليه الزوجة فإن ذلك لا يعني شماتة أو نقص بثقة الآخر ولا يصح لها أن تغضب، ويمكنها طلب توضيح ذلك فقط دون ممارسة الضغط النفسي أوالمعاتبة، فالتشاور الناجح له مقومات، منها: اختيار الوقت المناسب، و المكان المناسب، و عرض الموضوع المراد التشاور فيه بصوره واضحة. كذلك يساعد علي تفهم كل طرف لأسلوب الطرف الآخر في التفكير، و لا يتم التشاور بنجاح إذا لم ينصت أحد الزوجين للآخر أثناء الحديث، و الإنصات هنا ليس معناه الاستماع فقط، ولكن الإصغاء بكل الحواس مع إظهار الحاجة الشديدة لمشورة الطرف الآخر، وعلي الزوجة أن تتجنب الأوقات غير المناسبة للتشاور مع زوجها و من هذه الأوقات: عند العودة من العمل، عند ممارسة الهواية، عند متابعة نشرة الأخبار أو قراءة الجريدة، عندما يكون الزوج وسط ضيوفه، أو أثناء حديثه عبر الهاتف، وقت نومه وفي حالة إرهاقه أو أمام أهله أو أهلها.