في عام 2010، وبينما كان الملك سلمان بن عبد العزيز، الأمير حينها، يهم بمغادرة مقر عشاء وزيرة التعليم العالي النرويجية، الذي أقامته احتفاء بالضيف الكبير، اصطفت حشود غفيرة من النرويجيين، وكذلك أبناء الجاليتين العربية والإسلامية لتحية الضيف.ووسط تصفيق الحشود للملك سلمان، الأمير وقتها، وهو يلوح بيده ردا للتحية، صرخ شابان: «يا أمير». فتوقف والتفت لهما! على الفور توجه الشابان نحو سيارته مسرعين، وتحرك الأمن نحو الشابين، فقال الأمير سلمان، وقتها: «دعوهما». صافحه الأول قائلا: «أنا من الصومال.. أريد السلام عليك»، ابتسم له الأمير سلمان، ورحب به، وتقدم الآخر قائلا: «أنا عراقي.. أهلا بك يا أمير». فابتسم الأمير سلمان قائلا «إن شاء الله يستقر العراق»، فصفق الجموع لتلك اللفتة التي تقول لنا إن ملك السعودية الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز هو رجل دولة، وشخصية سعودية عربية، وإسلامية، وعالمية، وحتى قبل أن يتقلد منصب وزارة الدفاع، أو ولاية العهد.الملك سلمان هو ركن من أركان الدولة السعودية، ومنذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، وحتى عهد أخيه الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، عرف الملك سلمان والده المؤسس، ورافق، وعاضد، إخوانه الملوك، رحمهم الله، وكانت له مهمات سياسية، ونشاط بالمنطقة، وحتى في المجتمع الدولي. وفي كل الرحلات، والزيارات، واللقاءات التي تشرفت بمرافقة الملك سلمان فيها، وطوال قرابة تسعة أعوام، كان يتحدث بإكبار عن إخوانه الملوك، ولا يكره شيئا أكثر من الجحود.ولذا فقد عرف الملك سلمان بن عبد العزيز في السعودية بأمير الوفاء، وهو كذلك، حيث كان وفيا لإخوانه الملوك، والأمراء، حيث رافق ولي العهد السعودي الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله طوال فترة مرضه ملازما سريره إلى أن فاضت روح الأمير سلطان إلى بارئها، واليوم نحن أمام الملك سلمان ملك الوفاء، الذي وفى لحبه للإصلاح، والتطوير، والرقي بالسعودية، حيث نادى بالأمير مقرن بن عبد العزيز وليا للعهد ونائبا أول لرئيس مجلس الوزراء، كما قام الملك سلمان بنقل السعودية إلى مرحلة أحفاد المؤسس، أو الجيل الجديد، حيث اختار الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد، ونائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء.وعليه فإن وفاء الملك سلمان بن عبد العزيز لإخوانه هو دليل على وفائه لهذه الدولة، وإيمانه بضرورة حمايتها، وتطويرها دائما. كيف لا وهو الفخور دائما برواية قصة توحيدها، ومعني بحماية تاريخها، وهذا جزء عرفه عنه العالم الذي يعي جيدا أن سلمان بن عبد العزيز، الرجل القارئ، والمتابع، والمتواصل مع الناس، هو رجل دولة، وسياسي باشر الكثير من الملفات السياسية، ورؤيته واضحة، ولذا فقد بدا العالم متفائلا بعد مبايعته بالملك على اعتبار أن السعودية ستقوم باستكمال دورها الريادي في المنطقة، والعالم، تحت قيادته.