سيطر العنف بطريقة غير مسبوقة على حملة الانتخابات للمحليات التي من المقرر إجراؤها في 29 نوفمبر ، رغم الفتور الذي طبع هذه الحملة، إذ لجأ أنصار الأحزاب وبعض المرشحين إلى العصي والخناجر ضد منافسيهم في هذه الانتخابات. وكانت حملة الانتخابات المحلية قد انطلقت قبل أسبوعين بمواجهات بين أنصار حزبي التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وجبهة القوى الاشتراكية، الحزبين الغريمين المتجذرين بشكل أكبر في منطقة القبائل، علما وأن العداوة الموجودة بينهما تتجاوز تلك الموجودة بين كل منهما وبين بقية الأحزاب والتيارات السياسية الموجودة. وشهدت مدينة بني يلمان الواقعة بولاية المسيلة مواجهات بين أنصار حزب الفجر الجديد وجبهة التحرير الوطني وقد أسفرت هذه المواجهات عن عدة جرحى، بينهم اثنان إصابتهما بليغة، بحسب مصادر محلية ، التي أكدت على أن المصابين نقلوا إلى مستشفى سيدي عيسى، كما خلفت المواجهات خسائر مادية بتحطيم أكثر من 14 سيارة، وأشارت إلى أنه على الرغم من تدخل البعض من وجهاء وعقال المنطقة، الذين حاولوا تهدئة الوضع، ومحاولة إقناع المتخاصمين بأن الأمر يتعلق بانتخابات يفترض أن تسودها المنافسة الشريفة، دون أن تنفع هذه المحاولات في تهدئة الفريقين المتخاصمين، وحسب بعض الأصداء الواردة من المدينة فإن هذه الصراعات تعود إلى خلافات سابقة بين رئيس البلدية المنتهية ولايته وبين رئيس سابق للبلدية مترشح على رأس قائمة حزب الفجر الجديد. من جهة أخرى تعرض مرشح حزب العمال (تروتسكي) إلى اعتداء بسلاح أببض بولاية وهران كما أن مرشح العمال، هو رئيس اللجنة البلدية لمراقبة الانتخابات المحلية، والذي أكد في وقت لاحق أنه في الوقت الذي كان يتنقل فيه بين المداومات الانتخابية، تعرض للملاحقة من طرف ثلاثة أشخاص كانوا على متن سيارة، وأنه عندما وصل إلى حي النايب بولاية وهران، خرج ركاب السيارة الثلاث، وشرعوا في الهتاف بحياة حزب جبهة التحرير الوطني، موضحا أن أحدهم كان مخمورا، وأخرج سكينا وطعنه به في صدره، قبل أن يستولوا على ما كان بحوزته من مال ووثائق وهاتف محمول، وبناء على التصريحات التي أدلى بها الضحية إلى أجهزة الأمن، قامت هذه الأخيرة بتوقيف اثنين من المعتدين، فيما يبقى ثالث في حالة فرار. الغريب أن الصدامات تقع أكثر في المناطق الداخلية من البلاد، خلافا لما هو الأمر في المدن الكبرى، الأمر الذي جعل السلطات الأمنية تنشر تعزيزات إضافية، في كل مرة يكون هناك نشاطات حزبية متقاربة من حيث مكان تنظيمها، خوفا من وقوع مشادات وأعمال عنف قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، وهذه الظاهرة التي كثيرا ما تخفي تصفية حسابات شخصية.