إذا قلنا "العنف ضد المرأة" عبارة ترددت كثيرا على مسامعنا، و طالما عكست واقع مر تخبطت فيه العديد من النساء جراء تعرضها لعنف جسدي أو لفظي من قبل المحيط العائلي أو من المحيط الخارجي، و رغم درجة الانفتاح الذي وصلنا إليها إلا أن ظاهرة العنف ضد المرأة، تعتبر من الطابوهات التي لا يجب الحديث عنها، و بمناسبة اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة المصادف ل 25 نوفمبر من كل سنة ، أردنا تسليط الضوء على هذه الظاهرة الخطيرة التي تفشت في المجتمع الجزائري التستر على العنف ساعد في استفحال الظاهرة خلال رصدنا لهذا الموضوع لاحظنا أن معظم النساء اللواتي تحدثنا إليهن تسترن على العنف الممارس عليهن، و لكل واحدة منهن السبب الذي جعلها تتستر على هذا العنف، فواحدة تحملته من أجل العادات و التقاليد الموروثة من جيل إلى جيل و التي تمنع المرأة من الدفاع عن نفسها خاصة إذا كان الظالم من المحيط العائلي، و أخرى ترجع السبب إلى القانون الذي يحمل المرأة كامل المسؤولية، و هذا ما أكدته لنا السيدة " حليمة" 46 سنة أم لأربعة أطفال تقول " لا يكاد يمر يوم عليا بدون أن أتعرض للعنف من أقرب الناس إلي و هو زوجي الذي لا يفوت أي دقيقة واحدة لإهانتي و سبي و شتمي و في بعض الأحيان ضربي، تحملته عندما كنت صغيرة لكن الآن لم يعد باستطاعتي تحمله خاصة و أنني أصبت بالضغط الدموي، هذا ما جعلني اشكيه لأبي الذي كان رده قاسيا عليا حيث قال لا وجود في عرفنا لامرأة خلعت زوجها مهما كانت الأسباب، هذا ما كبل يديا و جعلني أتستر على العنف الممارس ضدي " و من جهة سيدة رفضت الإفصاح عن اسمها، كانت أكثر شجاعة من "حليمة" وواجه الواقع الذي يبقي المرأة ساكتة عن حقها و ذلك من خلال تقديمها لشكوى ضد عون حراسة، حيث كانت كلما مرت عليه يسمعها وابل من الشتائم و لكن الوضع لم يبقى على حاله بل تطور ليصل إلى حد الضرب، و هذا ما زاد الطين بله و دفع السيدة إلى رفع شكوى ضده لدى محكمة حسين داي الذي برأته من التهمة و ذلك لعدم وجود الأدلة الكافية لإدانته، خاصة مع رفض الشهود الإدلاء بشهادتهم لان عون الحراسة صديق لهم" ...عندما ينظر للمرأة على أنها مجرد جسد لا أحد ينفي أننا نعيش في مجتمع ذكوري و الذي ينظر للمرأة على أنها مجرد كائن له جسد يشبع غريزته منه و بهذا الفعل يكون قد حط من قيمة المرأة لأنه يرفض أن تكون لغير هذا الشيء، و هذا لا يمس النساء العاملات كونهن يخالطن الناس كثيرا بل حتى الماكثات بالبيت و المتعلمات اللواتي يتجرعن مرارة العنف الجسدي و المعنوي الذي لا يميز بين هذه و تلك و رغم هذا إلا أن نساءا كثيرات ثرن على هذا الواقع المر لاسترجاع مكانتهن،لان المرأة يجب أن ينظر لها من خلال قوة شخصيتها و مكانتها و علمها و ليس من خلال شكلها و جسدها إن ظاهرة العنف ضد المرأة في استفحال مستمر وسط مجتمع جزائري محافظ ، طالما سعى جاهدا للحفاظ على قيمة و كرامة المرأة و للحد من هذه الظاهرة و حجم المعاناة المترتبة عليها لابد من خلق قوانين صارمة لمعاقبة المتسبب في العنف كما يجب جعل القانون أداة ردع في حالات العنف و حتى يتسنى للمرأة الوثوق في سلطة القانون