تصاعد أزمة انقطاع الكهرباء في غزة عقب أنباء تداولتها مواقع محلية حول تفكير تركي بتشغيل محطة توليد الطاقة في قطاع غزة بكامل قدرتها، لمدة ثلاثة أيام متتالية، نفت سلطة الطاقة المشرفة ذلك، ودعت لتحري الدقة، وذلك مع تواصل أزمة انقطاع الكهرباء، بالرغم من حل جزء كبير من المشكلة التي كانت قائمة قبل أسبوعين.وقالت سلطة الطاقة في بيان لها «لا صحة بتاتاَ لما يتم تداوله عبر بعض وسائل الإعلام حول وجود وفد تركي أو قطري بخصوص ملف الكهرباء». ودعت وسائل الإعلام لتوخي الدقة والمصداقية، وعدم التعاطي مع الأخبار المتداولة قبل الرجوع للمصادر الرسمية.وأضافت «حول تشغيل محطة الكهرباء بكامل طاقتها فإنه في حال حدوثه يتم ضمن إجراءات فنية داخلية لسلطة الطاقة ولا علاقة له بأي وفود كما تردد». وعبرت عن أملها في توفر مصادر كافية للوقود حتى تتمكن من تشغيل محطة الكهرباء بكامل طاقتها.وأكدت سلطة الطاقة أن قيمة إيرادات فواتير الكهرباء في غزة لا تكفي لشراء وقود يشغل المحطة بكامل قدرتها.جاء ذلك بعد تقرير ذكر أن وفدا تركيا موجودا في غزة لإنهاء أزمة الكهرباء بتشغيل محطة توليد الطاقة الوحيدة في القطاع بكامل قدرتها لمدة ثلاثة أيام متتالية. وذكرت أنه في حال تشغيل المحطة بكامل قدرتها سيتم تشغيل 4 مولدات لإنتاج 100 ميغاواط، ليساهم ذلك في تخفيف الأزمة إلى حد كبير. وأوضحت التقارير أن تشغيل المحطة سيكون بإشراف ومراقبة تركية لمدة ثلاثة أيام، مرجحاً المصدر بأن يبدأ ذلك الثلاثاء ويستمر حتى يوم الخميس. وأشارت إلى أن الوفد التركي بعد إجراء هذه العملية سيرفع توصياته النهائية عن محطة التوليد الوحيدة في قطاع غزة. وكان وفدا تركيا مختصا قد زار قطاع غزة والضفة الغربية عقب توقيع اتفاق إعادة العلاقات مع إسرائيل وبحث حل أزمة الكهرباء، خاصة وأن ملف تخفيف الحصار وإنهاء مشكلة الكهرباء كانت من بين البنود التي تضمنها الاتفاق التركي الإسرائيلي.ويعاني قطاع غزة في هذه الأوقات من أزمة كبيرة في الحصول على الطاقة الكهربائية، رغم حل جزء كبير من الأزمة التي كانت قائمة على مدار الأسابيع الماضية، من خلال إعفاء الحكومة لوقود محطة التوليد من 80% من الضرائب المفروضة عليه، وهو ما جعل الشركة المشغلة قادرة على شراء وقود يكفي لتشغيل مولدين بدلا من مولد واحد.ورغم هذا القرار الذي كان يأمل السكان من خلاله عودة جدول الثماني ساعات وصل مقابل مثلها قطع، بدلا من الجدول السابق الذي اعتمد فترة تشغيل مولد واحد على ست ساعات وصل مقابل12 قطع، إلا أن الأزمة لم تحل، ويشتكي السكان من استمرار القطع لساعات طويلة، وعدم حصولهم إلا على أقل من ست ساعات وصل فقط، رغم إعادة وصل الخطوط القادمة من مصر للعمل من جديد.وكانت شركة توزيع الكهرباء في غزة قد قالت إنها غير قادرة على الانتظام في جدول الثماني ساعات وصل. وقال طارق لبد مدير الإعلام في الشركة إن عدم الانتظام مرتبط بموجة الحر الشديد وارتفاع الأحمال على شبكة الكهرباء الذي يؤدي إلى انقطاع متكرر للخطوط سواء كانت إسرائيلية أو محلية، بالإضافة إلى الانقطاع المتكرر للخطوط المصرية التي لا تعمل في الحد الأقصى أكثر من أسبوع وتعود للانقطاع مرة أخرى.وأثرت الأزمة الحالية للكهرباء بشكل كبير على سكان قطاع غزة، وتشتكي المصانع من عدم قدرتها على العمل بالشكل المطلوب، كما تشتكي ربات البيوت من عدم قدرتهن على إتمام أعمالهن المنزلية، خاصة وأن ذلك يتطلب توفر الطاقة.وكثيرا ما عصفت بقطاع غزة خلال السنوات الماضية أزمات مشابهة، وتظهر هذه الأزمات بشكل أوضح خلال فصلي الصيف الذي يحتاج فيه السكان لوسائل التهوية، أو الشتاء الذي تكون فيه حاجة لوسائل التدفئة، وكلتاهما تعملان بالكهرباء. ويعاني قطاع غزة منذ سنوات عدة من تفاقم أزمة التيار الكهربائي وعدم انتظام جدول وصل للكهرباء حتى الآن، وبدأ الأمر بقصف إسرائيل محطة التوليد قبل عشر سنوات، واستمر في ظل عدم القدرة على تشغيل محطة التوليد بكامل قدرتها.ويعتمد قطاع غزة على ثلاثة موارد للطاقة أكبرها الخطوط الناقلة من إسرائيل، والثانية ما توفره محطة التوليد، وأخيرا الخطوط الناقلة من مصر، وجميعها توفر ما قدره 200 ميغاواط، في حين يحتاج القطاع يوميا لأكثر من 400 ميغاواط.