أشرف وزير المجاهدين طيب زيتوني على فعاليات الاحتفالات المخلدة للذكرى السابعة والخمسين لاستشهاد العقيد لطفي وورفقائه في الكفاح بساحة الشرف يوم 27 مارس 1960 بجبل بشار ضواحي جنوب مدينة بشار. وكان الشهيد دغين بودغن بن علي المدعو لطفي قائد أكبر ولاية شاسعة من حيث التنظيم الإقليمي لجبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني المتمثلة في الولاية التاريخية الخامسة قد سقط بساحة الشرف رفقة ثلاثة رفقاء وهم الشهداء محمد لعوج المدعو فراج نائب قائد الولاية الخامسة و احمد برايك و شيخ زاوي من حرسه الشخصي والذين صمدوا بكل بسالة في وجه القوات الاستعمارية خلال هذه المعركة إلى غاية الاستشهاد من أجل استقلال وسيادة البلاد حسب وثيقة للمنظمة الوطنية للمجاهدين بشهادة المجاهد الراحل عيسى لعروسي معطوب حرب وأسير خلال تلك المعركة من طرف الاستعمار الفرنسي، وقد ولد بن علي بودغن في 05 ماي 1934 بأحد الأحياء العريقة بمدينة تلمسان وسط عائلة بسيطة متشبعة بالروح الوطنية أين التحق بالمدرسة الابتدائية بمسقط رأسه ليفتك الشهادة الابتدائية عام 1948 ويشد الرحال بعد ذلك إلى المغرب تحديدا بمدينة وجدة لمواصلة دراسته قبل أن يعود إلى أرض الوطن ويلتحق بمدرسة مزدوجة التعليم فرنسي-إسلامي التي وإن كانت تحت المراقبة الاستعمارية أيقظت في سريرته وأترابه الجزائريين الوعي السياسي والروح الوطنية التي ساهمت في شحذها مطالعته الغزيرة لكتب الآداب والتاريخ متأثرا بروادها أمثال مصطفى لطفي المنفلوطي الذي استلهم منه الاسم الثوري فيما بعد. والتحق بن علي بودغن بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1955 بمنطقة مغنية التابعة للمنطقة التاريخية وهران ليكلف بتنظيم الفرقة الرابع كأمين للشهيد النقيب سي جابر قبل أن يتولى فيما بعد تحت إمرة العقيد عبد الحفيظ بوصوف سنة 1956 بالتنظيم السياسي للفرقة الثالثة بمدينة تلمسان، وواصل الشهيد نشاطه السياسي والعسكري ضد الاستعمار الفرنسي سيما انتفاضته خلال جنازة الشهيد الطبيب بن عودة بن زرجب بتشكيل الخلايا السرية لجبهة التحرير الوطني بمدينة تلمسان، وتضيف نفس الوثيقة أن بن علي بودغن كلف مع رفقائه بتنظيم النشاط الثوري بمنطقة بشار قبل أن يتطوع لفتح جبهة ثورية بالجنوب الجزائري ويكبد القوات الفرنسية خسائر في العدد والعدة ليباشر مهامه إثرها كمسؤول للمنطقة الثامنة لجنوب الغربي برتبة نقيب قبل أن يعين عرفانا لحنكته العسكرية عضوا بقيادة الولاية التاريخية الخامسة تحت قيادة العقيد بوصوف. وقد عين لطفي في مايو 1958 بعد أن خلف العقيد هواري بومدين القائد عبد الحفيظ بوصوف على رأس الولاية الخامسة رئيس أركان الجبهة الغربية برتبة عقيد ويصبح عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية.