تتصدر بعض الجهات السياسية في لبنان خوض مواجهات ضد اللاجئين السوريين، وصلت في بعض الأحيان الى «حدود العنصرية» وخاصة تلك الدعوات التي تكرس خطاب الكراهية والتي انساق اليها اللبنانيون بتوجيه من قبل بعض التيارات والاحزاب التي تمارس ضغوطاً على السوريين لا سيما في عكار وطرابلس. وتحت شعار «كي لا نفقد لقمة عيشنا وكي لا نفقد الأمن والاستقرار والاقتصاد وكي لا نخسر الأرض والديموغرافيا وكي لا نصبح أقلية في بلدنا» دعا «الحزب اللبناني الواعد» إلى تجمّع شعبي حاشد، يطالب الحكومة اللبنانية باعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم، واعتبارهم «قنبلة موقوتة قد تطيح بالوطن» بحسب المصدر. اللبنانيون يطالبون بترحيل اللاجئين السوريين ويدعمون حزب الله والأمر برأي مصادر مطلعة «انفصام حقيقي» حيث ذهب المحامي السوري «ميشال شماس» ان معظم اللبنانيين الذين يطالبون بترحيل اللاجئين السوريين، لا يجدون أي حرج بدعم من تسبب بقضية اللاجئين، ومن كان يوماً يسومهم العذاب في الزنازين، ورأى الحقوقي ان اللبنانيين بذلك انساقوا خلف بعض السياسيين في التسويق لخطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين. فيما رأى المدير التنفيذي للرابطة السورية لحقوق اللاجئين «مضر حماد الاسعد» ان السبب الرئيسي في نزوح الاف السوريين الى لبنان جاء على خلفية تدخل الميليشيات اللبنانية الى جانب النظام السوري وارتكابها مجازر بحق الاهالي وخاصة في المناطق الحدودية مع لبنان، مما اضطرهم الى النزوح الى الاراضي اللبنانية. سبع سنوات مرت على آلاف النازحين الذين فرضت عليهم ظروف الحرب على حط رحالهم على الأراضي اللبنانية هرباً من تفجر الاوضاع الأمنية داخل البلاد، وأظهرت دراسة للأمم المتحدة أن «أكثر من 50 في المئة من اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون في أماكن غير آمنة، و70 في المئة منهم يعيشون تحت خط الفقر، فيضطرون إلى اللجوء إلى استراتيجيات تأقلم مضرة لهم مثل تقليل عدد وجبات الطعام أو إرسال أبنائهم للعمل أو الانتقال من مساكن وملاجئ آمنة إلى الإقامة في مخيمات وخيام هشة أو مستودعات ومبان غير مكتملة. جيل كامل من الأطفال مهدد بالأمية في لبنان، واكثر من 160 الف طفل خارج السلك التعليمي، فيما يعاني ذويهم من الاضطهاد والممارسات العنصرية وخاصة بعد ان وصل عدد اللاجئين السوريين في لبنان إلى نحو مليون و70 ألف لاجئ سوري، معظمهم من منطقة القلمون غربي سوريا، بحسب أرقام مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ويقطن أغلبهم في المخيمات وفي أوضاع معيشية صعبة. وقال الاسعد في اتصال مع «القدس العربي»، ان القيادة اللبنانية وقفت منذ اندلاع الثورة السورية مع نظام الأسد ضد الشعب والثورة، وخاصةً بعد تدخل الكثير من الميليشيات المسلحة مثل حزب الله وكتائب الحزب القومي الاجتماعي والعربي الديمقراطي وميليشيا وئام وهاب وحزب البعث وغيرها من الميليشيات التي ارتكبت جميعها مجازر مروعة بحق الشعب السوري في المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية من أجل طرد الاهالي منها لتنفيذ سياسة التغير الديموغرافي انطلاقا من القصير وتل كلخ في حمص، ومضايا والزبداني وسرغايا ووادي بردى والقلمون بريف دمشق، مما جعل الآلاف يفرون من منازلهم باتجاه لبنان. واضاف المتحدث، «لذلك نستطيع ان نقول ان دخول اللاجئين إلى لبنان كان سببه الرئيسي تدخل الميليشيات الإرهابية المسلحة اللبنانية بقيادة حزب الله إلى سوريا وارتكابهم مجازر كبيرة بحق الأبرياء من الشعب السوري. وطالب المدير التنفيذي للرابطة السورية لحقوق اللاجئين، الأممالمتحدة والمنظمات الدولية والجامعة العربية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التدخل من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من اللاجئين السوريين في لبنان مع تقديم المساعدات لهم مباشرة بدون تدخل الحكومة اللبنانية التي تسيطر عليها ميليشيا حزب الله وكذلك العمل على إخراج المعتقلين السوريين من السجون اللبنانية ومعتقلات حزب الله ومنع تسفير السوريين الى سوريا لأن نظام الأسد سيقوم بإعدامهم، وفق رأيه.