تشهد ولاية البليدة انتشارا كبيرا للنفايات لحد أنها أصبحت تشكل خطرا على صحة المواطنين، خاصة مع انتشار وباء الكوليرا الذي ظهر في الآونة الأخيرة بالولاية ومس عددا من الولايات المجاورة لها. فالزائر لهذه الولاية التي اقترن اسمها في وقت سابق ب"الورود" يقف على صورة النفايات، التي أصبحت ديكورا ملازما للمنطقة، وهو الأمر الذي دفع بالجهات الوصية لتنظيم حملة نظافة واسعة حتى تسترجع ولاية البليدة رونقها. وشهدت حملة للتشجير وتزيين المحيط انطلقت اليوم الجمعة عبر كافة بلديات ودوائر ولاية البليدة والتي سبقتها حملات تنظيف واسعة لرفع النفايات المتراكمة مشاركة واسعة من قبل السكان الذين تعاهدوا على إعادة الوجه الجمالي لمدينتهم التي لا طالما ارتبط اسمها بالورود والجمال. وتأتي حملة التشجير والتزيين هذه التي عرفت مشاركة كافة أطياف المجتمع من سلطات محلية وجمعيات بيئية وأعوان الحماية المدنية ومحافظة الغابات بالإضافة إلى أفراد المجتمع المدني بعد حملة النظافة التي انطلقت أمس الخميس والتي أسفرت عن القضاء على عدد كبير من النقاط السوداء التي انتشرت عبر كافة أحياء و شوارع الولاية على أن تتواصل إلى غاية رفع جميع النفايات المتراكمة و التي حولت عدد من أحياء المدينة إلى مفرغات عمومية. فمنذ ساعات الصباح الأولى تحولت مختلف بلديات الولاية إلى ورشات مفتوحة لغرس الأشجار و كذا الورود على مستوى الأحياء و التجمعات السكانية و كذا على حافة الطرقات و هذا بهدف تحويل النقاط السوداء إلى فضاءات لراحة العائلات. و نظرا لتزامن هذه المبادرة الرامية لاسترجاع الصورة الأصيلة لمدينة الورود مع عطلة نهاية الأسبوع شهدت مشاركة واسعة لسكان الولاية الذين حرصوا على مشاركة أفراد الحماية المدنية و كذا أعوان محافظة الغابات و عمال كل من مؤسستي متيجة نظافة و حدائق في غرس الأشجار و الورود و كذا سقيها. من جهتهم اغتنم العديد من الأولياء هذه الفرص لغرس الحس البيئي لدى أبنائهم من خلال إشراكهم في حملات التشجير و توعيتهم بأهمية الحفاظ على هذه الفضاءات الخضراء التي تعتبر المتنفس الوحيد لهم للعب. و في هذا السياق أكد السيد دحمان القاطن بحي ديار البحري ببني مراد أنه أجبر ولديه على المشاركة في حملة التشجير بالرغم من تفضيلهما اللعب مع أصدقائهما بهدف توعيتهما بأهمية الحفاظ على الشجرة التي -كما قال - "تستدعي منا جهدا و وقتا لغرسها و المحافظة عليها" مثمنا في ذات الوقت مثل هذه الالتفاتات التي تساهم في توفير بيئة صحية و نظيفة للسكان. كما شكلت هذه المناسبة فرصة للسكان لطرح انشغالاتهم أمام والي البليدة بالنيابة رابح آيت أحسن الذي أشرف على هذه العملية و التي تعلقت خاصة بمشكل النقل و غياب فضاءات اللعب للأطفال و كذا تهيئة الطرقات. يذكر أن حملة التشجير هذه مكنت من غرس نحو 4000 شجيرة و وورد عبر حافة الطرقات و كذا مختلف الأحياء السكنية على أن تتواصل بشكل منتظم إلى غاية تحويل جميع النقاط السوداء إلى مساحات خضراء حسبما أوضحه مدير المؤسسة العمومية.