عرفت ظاهرة عقوق الوالدين انتشارا واسعا في الآونة الأخيرة خاصة وأنها ظاهرة دخيلة على مجتمعنا الإسلامي حيث تعددت أشكالها وألوانها وأصبح الأبناء يتفننون في عقوق أبائهم في الوقت الذي كان علينا أن نتحدث عن طاعة وبر الوالدين صرنا اليوم نرى ونسمع عن أبشع صور العقوق واكبر دليل على هذا دور العجزة التي امتلأت بآباء وأمهات سئم منهم أبنائهم .واختلفت صور العقوق من ابن لأخر وهو ما سنراه في هذه القصص الواقعية. قصص واقعية عن عقوق الوالدين وفي زيارة قمنا بها إلى دار العجزة التقينا بالسيدة فضيلة البالغة من العمر 69سنة التي قام ابنها برميها إلى الشارع وهي في حالة صحية لا تسمح لها . وهذا بعد ازدياد مولوده الأول وزوجته التي خيرته بينها وبين أمه وطبعا فضل أن يعيش سعيدا على حساب أمه التي بقيت تعاني الوحدة والحسرة على السنين التي ضيعتها في تربيته وفي حادثة أخرى أقدم شاب يبلغ من العمر 35سنة على ضرب أمه المسنة صاحبة 72سنة وتهديدها بمفك البراغي ومن شدة خوفها ارتفع ضغطها الدموي وأدخلت إلى المستشفى وبقيت طريحة الفراش لمدة أسابيع. ومؤخرا قامت فتاة تبلغ من العمر 29سنة بالجزائر العاصمة بضرب أمها بالعصا ضربا مبرحا مما أدى إلى إصابتها بكسور على مستوى اليد والأخطر من هذا أن العقوق وصل إلى درجة القتل حيث قام شاب مؤخرا بجريمة قتل شنعاء في حق والده علما أنه حاول من قبل قتل والدته التي نجت بأعجوبة بعد رفضها إعطاءه مبلغ من المال أسباب عقوق الوالدين إذا أردنا معرفة الأسباب التي تدفع الأبناء لعقوق الآباء نجدها كثيرة ومتعددة منها ما هو متعلق بجانب تربية الأولاد تعويدهم على الأمور المادية فقط وتحقيق جميع رغباتهم من طعام وشراب متجاهلين رعايتهم من الناحية الجسدية والعقلية والروحية وتنشئتهم على أسس دينية حتى لا يظلوا طريقهم، كما أكد الأخصائيين في علم الاجتماع أن أغلب حالات الاعتداء كانت نتيجة تعاطي الأبناء للمخدرات والكحول و المشاكل العائلية التي لها النصيب الأوفر خاصة التي تحدث بين الكنة وأم الزوج والتي أصبحت ظاهرة بحد ذاتها . نظرة القانون الجزائري لعقوق الوالدين تشهد المحاكم الجزائرية يوميا قضايا تتعلق بالتعدي على الأصول يرتكبها الأبناء في حق أبائهم وجلسات المحاكم المتعلقة بعقوق الوالدين في ارتفاع مذهل، منها قضايا السب والشتم وقضايا الضرب وأحيانا القتل بأبشع الطرق ولأتفه الأسباب .وحسب المحامون فانه يوميا تسجل المحاكم الجزائرية حالات اعتداء على أحد الوالدين.وانتهت الجهات المختصة من إعداد مشروع قانون يعاقب الأبناء العاقون الذين يقدمون على وضع أوليائهم في دور العجزة وتصل العقوبات إلى السجن أو دفع غرامة مالية متفاوتة القيمة حسب وضعيتهم المادية، وأقصى عقوبة تسلط على العاق مابين 05الى 10سنوات سجنا . حكم الشريعة الإسلامية في عقوق الوالدين حذر الله عز وجل من عقوق الوالدين واعتبرها من أكبر الكبائر وأمر ببرهما في الدنيا والآخرة وأوصى بالإحسان لهما في قوله تعالى "ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا "الأحقاف 15، "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا"الاسراف23 وبرهما أمر عظيم جعله الله بعد طاعته وتوحيده فهو أعظم الجهاد وأيسره وترفع به الدراجات ونتأسف كثيرا لرؤية أباء وأمهات يهانون بقسوة الى درجة إبكائهم من طرف أبناء لطالما حلموا بإنجابهم وسهروا على تربيتهم.