من المنتظر أن ينطلق في الفاتح نوفمبر المقبل، المخرج السعيد ولد خليفة من وهران، في تصوير الفيلم التاريخي ''زبانا''، الذي يروي سيرة واحد من أهم رموز الثورة التحريرية أتمّ مؤخرا فريق عمل فيلم ''زبانا''، معاينة الأماكن، التي سيتم فيها تصوير الفيلم؛ وهي عملية دامت قرابة سنتين، قبل أن يتم الاستقرار على بعض المواقع في مدينتي وهرانوالجزائر العاصمة. ذكر المخرج السعيد ولد خليفة، في لقاء مع''الخبر'': ''ننوي الانطلاق في تصوير في الفاتح نوفمبر المقبل. وتستمر العملية حوالي ثمانية أسابيع. ننتقل خلالها من وهران إلى الجزائر العاصمة''. من المنتظر أن تحتضن وهران مشاهد خارجية، تضاف إلى مشاهد داخلية من سجن برباروس، الذي تم بناء ديكور مشابه له في استديو خاص بالجزائر العاصمة. وتنطلق أولى مشاهد الفيلم من مشاركة الشهيد أحمد زهانا، المكنى ''احمد زبانا'' أو ''أحميدة''، من عملية الهجوم على مكتب البريد (1949) مباشرة بعد انخراطه في صفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية. ويتواصل سيناريو الفيلم، الموقّع باسم الكاتب والروائي عزالدين ميهوبي، على امتداد ساعتين من الزمن، مسلّطا الضوء على الجانب الثوري، وروح المقاومة والالتزام السياسي في حياة الشهيد ''أحميدة''، ويضيف ولد خليفة: ''لسنا نفكر في إثارة جدل أو حساسيات عبر الفيلم الجديد. ليست من مهام الفنان والسينمائي الانغماس في اهتمامات المؤرخ، مضيفا ''لقد اشتغلنا طويلا في الإعداد والتفكير في فحوى الفيلم، واعتمدنا على وثائق تاريخية، من الجزائر ومن فرنسا، إضافة إلى بعض تقارير الشرطة، خلال الحقبة الكولونيالية، وعدد مهم من الشهادات الشفاهية لبعض المجاهدين والشخصيات التاريخية التي عرفت الشهيد زبانة''. وأبدي ولد خليقة، صاحب فيلمي ''شاي آنيا'' (2005) و''عائشات'' (2007)، تحفظا حول أهم أسماء الممثلين الذين سيجسدون الأدوار الرئيسية في الفيلم، الذي يحظى بدعم وزارتي المجاهدين والثقافة والتلفزيون الجزائري، ويصرّح ''بحكم أن أحمد زبانة استشهد في سنّ الثلاثين، فقد اعتمدنا على وجوه شابة، غير معروفة كثيرا، ولكنها تمتلك موهبة''. وتدور أغلب التكهنات حول اسم الممثل سالم إلياس، بغية لعب دور ''زبانا''، في المرحلة العمرية من 25 إلى 30 سنة. وستسند مهمة التأليف الموسيقي للجينريك والمرافقة لتطور أحداث الفيلم للفنان بلاوي هواري، الذي عرف ورافق زبانا. من جهته يراهن المنتج ياسين العلوي (صاحب لايت ميديا) على الجانب الفني، ومنح الفيلم نفسه خصوصية جمالية، من أجل المراهنة عليه، السنة المقبلة، ضمن أهم المهرجانات السينمائية الدولية. مع العلم أن الفيلم سيصدر ويتم عرضه للمرّة الأولى منتصف جوان ,2011 تزامنا مع الذكرى الخامسة والخمسين لرحيل أحمد زبانا، الذي استشهد تحت مقصلة الاحتلال الفرنسي بسجن برباروس (سركاجي)، بعدما توقفت المقصلة، في حادثة غير مسبوقة، مرّتين وينفذ حينها الجلاد العملية للمرة الثالثة، واضعا نهاية لحياة ومسيرة ''أحميدة''، الذي كتب في آخر رسالة له سلا تقنطوا من رحمة الله. لا تحزنوا من أجلي، بل كونوا فخورين بي''.