دعَا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدِّين إحسان أوغلو إلى ضرورة التّحرّك السياسي للدول الإسلامية في مواجهة تنامي موجة العداء للإسلام بالدول الغربية، وفي ضوء الصعود للقوى المتطرّفة الّتي تستغل العداء للإسلام بغرض تحقيق أهدافها، واتّخاذ إجراءات استهدفت المظاهر الإسلامية من قبل بعض الحكومات. وفسّر أوغلو، في مقابلة نشرتها صحيفة ''الشرق الأوسط'' الأربعاء المنصرم، تنامي موجة العداء للإسلام الّتي اعتبرها ''ظاهرة مقلقة تحتاج إلى تحرّك كبير'' لمواجهتها بعدة عوامل حصرها في الجهل بالإسلام، والخوف من بعض مظاهر المسلمين أو تصرّفاتهم بالمجتمعات الغربية، واليمين المتطرّف الّذي يشوّه صورة الإسلام. إلاّ أنّ المشكلة بنظر أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي هي أنّ هذا العداء أصبح في إطار أجندة سياسية، مدلّلاً على ذلك بقرار الحكومة السويسرية من حظر المآذن، بموجب استفتاء شعبي، والنتيجة التي أحرزها حزب اليمين المتطرّف المعادي للإسلام بزعامة غيرت فيلدرز في الانتخابات الهولندية. وأضاف أوغلو: ''في كلمتي أمام المجلس الوزاري قلت إنّه علينا التحرك مع الدول على المستوى السياسي وإلاّ فسوف يزداد العداء الرسمي للحكومات''، مشيرًا إلى أنّ الانتخابات الأخيرة بالسويد أسفرت عن تزايد العداء ضدّ الأجانب والمسلمين، بينما في الولاياتالمتحدة هناك تحرّك لجماعات متطرّفة تستخدم عداء الإسلام كنوع من تحقيق أهدافها السياسية أو أهدافها الاجتماعية. وأوضح أنّ المنظمة قامَت بالتّحرّك لمواجهة هذا الأمر عبر ''إنشاء مرصد ل ''إسلاموفوبيا'' (العداء للإسلام) وأقمنا عدة نشاطات وقد كتبنا حولها وعقدنا عدة ندوات علمية بالتّعاون مع الجامعات ومعاهد البحوث والمؤسسات الفكرية. هناك كتاب خاص عن ''إسلاموفوبيا'' سيصدر عن دار نشر جامعة أكسفورد أعدته منظمة المؤتمر الإسلامي وكتب فيه عدد كبير من العلماء المسلمين والأمريكيين والأوروبيين حول هذا الموضوع''. تجدر الإشارة إلى أنّ اجتماعا عقده وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي، برئاسة أوغلو في نيويورك، الأسبوع الماضي، أكّد على أهمية العمل السياسي الجماعي للدول الإسلامية ال57 لمواجهة ظاهرة تنامي العداء للإسلام.