تسعى فرقة ''لا بأس'' التي يقودها الجزائري نجيم بويزول، إلى رسم معالم هويتها الفنية من خلال المزج بين الفناوي وأنماط موسيقية غربية، خصوصا الروك والفلامنكو، مع الجمع بين الفمبري، الدربوكة والمندول، والغوص في تصوير تشاؤمية الحياة الجزائرية، من خلال انتقاء كلمات ترفض تقبّل وضعيتها المعيشية الحالية. نلتمس عبر ألبوم الفرقة الجديد الذي يحمل اسمها، بعض التقاطعات أو ربما التأثيرات المستمدة من أعمال أمازيغ كاتب. فالفناوي يتخذ أبعادا مختلفة عبر أغاني الألبوم الاثنتي عشرة، تضاف إليه الروح الثائرة، ومسعى ابتكار عبارات جديدة مستمدة من الحياة اليومية، وإدراجها مع عبارات باللغة الفرنسية، والتي تمثل واحدة من خصائص الألبوم، حيث جاء في أغنية ''بلد الطفولة'': ''ابك بلد الطفولة.. بلد عاش كثيرا من المعاناة.. الحرب والاستقلال.. العنف والرشوة.. لم يعد لنا مكان في المجتمع.. يالدزاير مومو عيني.. بكيت وشكيت والحكومة تالب فيا..''. ويواصل نجيم بويزول أداءه، عبر ''داوينا''، حيث يتساءل: ''أنت وش درت بحياتك يا حبيبي؟''. يمثّل ألبوم ''لا بأس''رحلة من أجل التأسيس وإرساء جسور تقارب بين أنماط موسيقية شرقية وأخرى غربية. وتستمد الفرقة نفسها خصوصية وعلامة مميزة من خلال الجمع بين موسيقيين من الجزائر ومن أوروبا، يتزعمها نجيم بويزول، ملحن ومغنٍ وعازف على آلة الفيتار، يعرّف عمله الموسيقي بالقول: ''أغني عن حياة المنفى. التنوّع الثّقافي والرغبة في العيش في عالم واحد متوحد، يجمع بين اختلافاتنا''. ويشارك إلى جانب نجيم، في الفرقة نفسها، العازف الفرنسي على آلة الكلارينات، بيار إيمانويل بوازيت، اشتغل خصوصا مع فرق الروك الفرنسية، سنوات التسعينيات. ونجد على آلة الباتري البوسني آن بيغلربيغوفيش والجزائري المغترب، إيطالي المولد، تاكفاريناس كيشو الذي يشتغل ضمن الفرقة نفسها، على آلتي الدربوكة والبندير.