منذ فتحت عيني على الصحافة والإعلام، وأنا أعرف أن ''الخبر مقدّس والتعليق حر''. ولا أدري كيف تذكرت هذا المبدأ عندما طلب مني الزملاء كتابة كلمات بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيس يومية ''الخبر''. ربما لأن الجريدة رفقة بعض اليوميات الأخرى صارت من المقدسات في يوميات الجزائريين، وربما لكوني مدمنا عليها منذ تصفحت أعدادها الأولى.. أو ربما صادف تأسيسها موعد بداية مشواري المهني مع الصحافة. ولكن الشيء الأكيد أن الجريدة تبقى واحدة من المدارس والمنابر الإعلامية في الجزائر وفي العالم، وواحدة من المؤسسات التي دافعت عن الوطن وعن الرجال والنساء الأوفياء للوطن. وبقيت رغم الهزات وفية لخطها الوطني سنوات الدم والدمار ثم إعادة البناء والتشييد.. ووفية لكل المبادئ والقيم التي نشأ عليها جيل الاستقلال ولميثاق أخلاقيات وقواعد المهنة.. مثلما تخرّج من جريدتي الشعب والمجاهد إعلاميون أسسوا للصحافة الجزائرية بعد الاستقلال، فإن ''الخبر'' كانت أيضا أولى مدارس التعددية الإعلامية التي تخرّج منها من أسسوا جرائد أخرى حرة، ومن صنعوا الرأي، وكان لهم الفضل في تنوير الرأي العام وتثقيفه، والدفاع عن مبادئ الجمهورية ومقومات الأمة الجزائرية وقت المحنة وعند الفرحة.. وساهمت في نشر الأمل والوعي والثقافة والعلوم.. ودفعت بالحركة الرياضية لتثمر يومية رياضية منذ بضعة أشهر جاءت لتعزز كل المكاسب. أعرف بأن الكثير من الشخصيات والأقلام ستكتب عن ''الخبر'' ول''الخبر'' في الذكرى، وبأنني لن أعطيها حقها وحق العاملات والعمال فيها وكل من ضحوا من أجلها عبر السنين وذهبوا ضحايا الوطن والمهنة سنوات المحنة.. ولكنني كنت وسأبقى دائما واحدا من القراء الأوفياء لها ومن الأصدقاء الأوفياء للكثير من نسائها ورجالها. ويكفيني أنني تشرّفت برغبتهم في أن أكون واحدا من كتّابها بعد أن أعطيت لزميلتها الشروق موافقتي. ويكفي أنني كنت سأكتب فيها بنفس الحرية ونفس الفكر، لأنها منبر وطني حر بامتياز، ومكسب ستحتفل الأجيال بذكرى تأسيسه مدى الحياة. الحديث عن جريدة ''الخبر'' في ذكرى تأسيسها العشرين، يذكّر كل واحد منا بعيد ميلاده العشرين، وبريعان شبابه وأجمل سنوات عمره. ويستوقف أبناءها وقراءها معا عند المستقبل الواعد الذي نتوقعه ونتمناه للجريدة وللصحافة الجزائرية والجزائر التي نريدها. ؟ كل عام وأنتم والجزائر بألف خير