يشهد المعرض الدولي للكتاب إقبالا كبيرا للزوار، لكن ما يميزه أكثر هو شبه غزو للأطفال، فمنهم الذي حضر لأول مرة ومنهم من تعوّد على زيارة المعرض والاستمتاع بالعناوين وكتب الأطفال المثيرة للانتباه بألوانها وتصاميمها الجميلة. رغم أن إنتاج كتاب الطفل في الجزائر لا يزال محدودا وبعيدا عن المقاييس العالمية، إلا أن معرض الكتاب الدولي فرصة لاكتشاف كتاب الطفل، خاصة القادمة من بعض الدول العربية أو الأجنبية، تقول السيدة ''ن.ب'' التي قدمت رفقة طفلتيها رنا ووسام ''المعرض يوفّر لنا فرصة تعدد الاختيارات، هنا نجد ما نبحث عنه رغم بعض النقص، إلا أن أبنائي أحسوا بالسعادة وحرية الاختيار''، نفس الملاحظة تقدمها السيدة ''ت.م'' التي تقول ''تعدد الأجنحة والألوان والكتب جعل أبنائي يصابون بالانبهار، لقد أجبروني على شراء عدد كبير من الكتب''. أما عن الكتب التي تلقى الرواج عند الأطفال، فهي تتعدد بين القصص الجميلة المليئة بالرسوم، بالنسبة للأطفال الذين يقل سنهم عن 6 سنوات مثل الطفل رياض كاركار البالغ 5 سنوات، الذي يحب قصة ''الأميرة راني''. أما المتمدرسون فتقول الطفلة ياسمين، 12 سنة، أنها مهتمة أكثر بالكتب العلمية والمعاجم التي تحتاجها في الدراسة، ونفس الرأي بالنسبة للطفلة ''لينا بوحة'' البالغة من العمر 8 سنوات، التي جاءت رفقة أمها في أول زيارة المعرض، وتقول ''أنا أبحث عن كتب الدعم المدرسي خاصة الرياضيات والعربية''، لتعقب أمها السيدة بوحة على قولها ''لقد ألحت علي للحضور وأحضرتها ولن تكون المرة الأخيرة، سأجلبهم في الأيام القادمة خاصة إذا كان الجو جميلا''. من ناحية أخرى عبّر عدد من أولياء الأطفال عن عدم رضاهم لارتفاع أسعار الكتب، خاصة الكتب الأنيقة مثل ''الأطلس الصغير''، أو الكتب العلمية عن الفضاء أو الاختراعات والمعلوماتية عند الطفل، فيما يرجع أحد مدراء دور النشر ذلك إلى كون هذه الكتب مستوردة وإنتاجها في الجزائر يتطلب وجود كتّاب مختصين في ذلك و''نحن ما زلنا بعيدين عن هذا المستوى''. أصداء - عرف جناح العربية السعودية اكتظاظا كبيرا لم يستطع المنظمون السيطرة عليه، وهذا بسبب قيام ''مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف''، بتوزيع نسخ من القرآن الكريم مع مجموعة من الأقراص المضغوطة مجانا على الزوار، كما أسر لنا أحد المنظمين بأن الكثير ممن يأخذون هذه المصاحف سبق لهم أن أخذوا منها منذ بداية المعرض، وأنهم يعيدون بيعها في سوق الحراش، وهذا ما وقف عليه شخصيا. - سجّلت محاضرة الإعلامي والسياسي الفلسطيني عزمي بشارة، رقما قياسيا في عدد الحضور، إذ امتلأت القاعة المخصصة للمحاضرات في المعرض الدولي للكتاب عن آخرها، واضطر العديد من الحضور إلى متابعتها واقفين. - استحسن الكثير من زوار جناح دار ''الشهاب'' الجزائرية، تخصيصها لفضاء صغير للأطفال احتوى كتبهم، بالإضافة إلى قسم أين يمكنهم اللعب في انتظار اقتناء أوليائهم للكتب، وقد رفض بعضهم مغادرة الجناح لإعجابه بما يقدم. - علق الكثير من حضروا ندوة المعرض حول المرأة بعد هبوب رياح قوية على خيمة المحاضرات، بالقول ''الخوف الكبير لو أخذت هذه الرياح الخيمة ستكون الكارثة''. - عرف توقيع عز الدين ميهوبي لكتابه ''جابولاني'' حضور عدد من الشباب، وعندما سأل أحدهم في أي سنة تدرس قال هذا العام البكالوريا، فرد عليه ميهوبي مازحا ''لا تقرأ هذا الكتاب إلا بعد البكالوريا وإلا فقل للبكالوريا السلام''.