المتهم وضع صورته على بطاقة هوّية رئيس العصابة لتضليل العدالة تمكّن الرأس المدبر لعصابة تحترف سرقة السيارات، من إقناع صديقه لتقمّص هوّيته أمام مصالح الأمن، باستبدال صورة المتهم الرئيسي في بطاقة التعريف، والاعتراف بوقائع سرقة سيارة من نوع ''بيجو بوكسار'' مقابل مبلغ مالي معتبر، غير أن الخطة سرعان ما انكشفت خيوطها بتراجع الشخص البديل عن اعترافاته السابقة. كان الاتفاق بين الشريكين يقضي بقبض المتهم الثاني لمقابل مالي معتبر من رأس العصابة، نظير تحمله مسؤولية سرقة سيارة من نوع بيجو ''بوكسار''من نواحي العاصمة، عن طريق الكسر الذي طال أبوابها للتمكن من تحويلها من مكانها، وتم إخفاؤها داخل مرآب ملك للمتهم الثاني على مستوى بومعطي بالحراش. ونفذ المتهم الثاني الاتفاق، حيث تقدم أمام مصالح الأمن واعترف بكل الوقائع المنسوبة للرأس المدبر للعصابة بعد تقديمه لوثائق هوّية مزوّرة أمام مصالح الأمن باسم المتهم الرئيسي، غير أنها تحمل صورة ''البديل''. لكن مع سير التحقيق، تراجع المتهم الثاني عن أقواله وأقر بهويته الحقيقية، مفصحا عن الاتفاق الذي جمعه بالجاني، وهذا بعد إدراكه أن التهم المتابع بها جنائية وقد تعرضه لعقوبة تفوق 15 سنة سجنا، كما تأكد أن وعود المتهم الرئيسي لا يمكن تحقيقها نظرا لخطورة القضية. وكانت مصالح الأمن قد تحركت للتحقيق في القضية بناء على شكوى تلقتها من الضحية، تفيد أن سيارته الجديدة تعرضت للسرقة، وقادت التحقيق مصالح الضبطية القضائية للوصول إلى صاحب المرآب أين أخفيت السيارة المسروقة. وكشف صاحب المرآب عن هوية المتهم الرئيسي الذي قام بركن سيارته في المرآب، بعد أن أقنعه أنه بصدد تسوية وثائقها الإدارية أمام مصالح الجمارك، ليتم استدعاؤه. وهنا، تقدم المتهم الثاني مقدما نفسه بهوّية الرأس المدبر للعصابة، قبل أن يتراجع عن أقواله. ورغم اعترافات المتهم الثاني ''البديل'' التي قادت مصالح الأمن إلى تحديد الهوية الفعلية للمتهم الرئيسي، إلا أن ذلك لم يجنبه العقاب، حيث تمت متابعته على أساس الإدلاء بتصريحات كاذبة أمام هيئة رسمية، بالإضافة إلى التزوير واستعمال المزوّر وانتحال صفة الغير، كما وجهت لباقي المتهمين جناية السرقة باستعمال مفاتيح مصطنعة وإخفاء أشياء مسروقة.