وصفت مراسلة سرية للسفارة الأمريكية في الجزائر، مؤرخة في 16 جانفي 2007، رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، بالرجل ''الذي يأتي في المقام الأول لخلافة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة'' في حال عدم قدرته على إكمال العهدة (2004 إلى 2009). تكشف المراسلة عن ''اهتمام'' أمريكي بالوضع الصحي للرئيس بوتفليقة عقب عودته من فترة علاج في بباريس نهاية .2005 نشر موقع ''ويكيليكس'' وثيقة سرية'' صادرة عن السفارة الأمريكية في الجزائر مؤرخة بتاريخ ال16 جانفي 2007، أربعة أيام بعد ترسيم تعيين عبد القادر بن صالح رئيسا لمجلس الأمة (استخلف محمد شريف مساعدية). وتحمل الوثيقة توقيع توماس دوتون الرجل الثاني في السفارة الأمريكيةبالجزائر خلال عهدة السفير السابق روبرت فورد. المراسلة السرية تهتم في جميع فقراتها بمجلس الأمة، وحتى عنوانها كان (رئيس مجلس الأمة يعاد انتخابه)، يقدم فيها دوتون، رأي السفارة في المستجدات السياسية في البلاد، من خلال إلقاء الضوء على تعيين عبد القادر بن صالح رئيسا للمجلس، وكذلك قرار الرئيس بوتفليقة إبقاء 16 مقعدا في المجلس ضمن ما يعرف بالثلث الرئاسي، شاغرا. و تبدأ المراسلة مباشرة بإبلاغ الأمريكيين بواشنطن بما يلي: ''عبد القادر بن صالح أعيد انتخابه رئيسا لمجلس الأمة في 12 جانفي''، وتضيف الفقرة: ''بن صالح يبقى في الصف الأول لخلافة محتملة للرئيس بوتفليقة في حال لم يتمكن من إتمام عهدته الحالية''، وتقصد المراسلة على الأرجح نصوص الدستور الجزائري التي تقر لرئيس مجلس الأمة تولي تصريف الشأن العام مدة شهر ونصف في حال عجز الرئيس عن أداء مهامه (المرض أو الوفاة أو الاستقالة) إلى غاية التحضير لانتخابات رئاسية جديدة. وقد أثار الدبلوماسي الأمريكي، توماس دوتون، غضب الجزائر في وقت سابق لما شغل منصب المكلف بالأعمال لدى السفارة الأمريكية، بسبب تصريحات منسوبة إليه تنقل صورة سوداء عن الجزائر، وردت في كتاب صدر في الولاياتالمتحدةالأمريكية بعنوان ''بين الرعب والسياحة، جولة في أعماق شمال إفريقيا''. وتعتمد مراسلة توماس دوتون على تحليلات يبدو أنه استقاها من دردشة عادية مع عضو سابق بمجلس الأمة في الثلث الرئاسي، وأيضا شخصية أخرى تابعت انتخابات المجلس. ونقل عنهما أن ''النتائج كانت معروفة سلفا بإعادة انتخاب بن صالح، لأن نواب مجلس الأمة فهموا أن الرئيس بوتفليقة يريد استمراره. ولذلك فالنواب احتراما لبوتفليقة لم يتقدم أي منهم للترشّح لهذا المنصب''. وتقول الوثيقة أن ''كثيرين يعتقدون أن انتخابات مجلس الأمة أصبحت مجرد إجراء شكلي أكثر منها عملية ديمقراطية''. وتحدثت المراسلة، عن تعيين الرئيس بوتفليقة لثمانية أعضاء بمجلس الأمة، يوم الانتخابات ضمن حصة الثلث الرئاسي. وقالت أن الثمانية يتميّزون بصفة واحدة ''مجاهدين'' أو ''قدماء محاربين ضد الاحتلال الفرنسي مثل الرئيس بوتفليقة. وهذا يضمن له ولاءهم''، لكن المراسلة تقول: ''بعض النواب يقولون في السر أنهم منزعجون من عدم فسح المجال للشباب''. في تلك الفترة تتساءل المراسلة عن إبقاء الرئيس ل16 مقعدا شاغرا في الثلث الرئاسي، وتجيب المراسلة بناء على تحليل لنائب سابق بمجلس الأمة، فتقول ''يعتقد أن الرئيس احتفظ ببعض المقاعد لتعيين وزراء سيغادرون الحكومة قريبا... بل إن الإبقاء على المقاعد تلك شاغرة دليل على وجود تعديل حكومي وشيك''. وتحمل الوثيقة فقرة أخيرة تعليقا للدبوماسي الأمريكي دوتون يقول فيه: ''حتى لو أن مرض الرئيس بوتفليقة في تراجع، وصحته في تحسن مستمر في أذهان عامة الناس بفضل صور التلفزيون الجزائري، يبقى عبد القادر بن صالح، الرجل الذي يحظى بالاحترام، وينظر إليه كقادر على تسيير المرحلة الانتقالية... بوتفليقة قد لا يتمكن من إتمام عهدته الرئاسية''.