تفحم ثلاثة أشخاص في حريق مهول أتى فجر أمس بالكامل على نزل ''البستان'' التابع لأحد الخواص بورفلة، وسجلت خسائر مادية ثقيلة بينها عدد هام من السيارات الجديدة الموجهة للبيع كانت مركونة بحظيرة الفندق. بداية الحريق حسب شهادات من ناجين ومن سكان بمحيط النزل، كانت في حدود حوالي الساعة الثالثة فجرا، ويكون سببها شرارة كهربائية، وقد امتدت ألسنة اللهب في كل اتجاه بسرعة وصفها من تحدثوا ل''الخبر'' من الناجين بالخيالية، وساعدها في ذلك طبيعة المواد سريعة الالتهاب التي بني بها هذا المرفق وهو من نوع البناء الجاهز، وهي حالة أدخلت من كان موجودا في الفندق في دوامة من الرعب والارتباك، حيث أخذوا يجرون في كل الاتجاهات في الظلام ووسط اللهب والدخان الخانق. لتكون النتيجة تفحم ثلاثة أشخاص وتمكن البقية من النزلاء، وهم بعدد قليل، من النجاة بأعجوبة لا تجد تفسيرها حسبما يظهر من حجم الخراب الذي خلفه هذا الحريق المهول إلا في لطف المولى ورحمته. وقد احتاجت فرق الإطفاء والنجدة لجهاز الحماية المدنية، والتي وجدت نفسها في وضع العجز عن التحكم في الموقف بسبب قوة الحريق ومحدودية الوسائل المسخرة، إلى نحو سبع ساعات للتمكن من إخماد آخر بؤر النار فيما تبقى من هذا المرفق الذي تحول إلى رماد وأثر بعد عين في وقت قياسي، كما عطل وصول العتاد الثقيل الذي استعمل في جر الأعمدة الفولاذية والصفيح الذي تهاوى كالورق، عملية إخراج الجثث الثلاث المتفحمة من تحت الأنقاض، والتي كانت عبارة عن كومات صغيرة متفحمة وبعض بقايا العظام، يصعب أن ينظر إليها ذوي الإحساس المرهف، وهو أمر صعب التعرف على أصحابها بدقة لولا مساعدة الناجين في ذلك، والذين يبدو أنهم استطاعوا تحديد الأشخاص المتوفين حسب مواقع أو غرف تواجدهم قبل الحريق، وهم أحد عمال النزل الذي عثر على جثته ومعها مصباح يدوي كان يستعمله ليشق الظلام، وهو يحاول إيقاظ ونجدة النزلاء، وزبون قيل إنه مسن نسبيا، كان في إحدى الغرف في الجناح الجنوبي من النزل، و شاب ثالث يكون أحد شركاء صاحب الفندق في وكالة لبيع السيارات، عثر على جثته متفحمة على مسافة قصيرة من المدخل الرئيسي، يكون قد لفظ آخر أنفاسه وهو يحاول التشبث بالحياة في ذلك الوضع الجهنمي. وإلى جانب الدمار الكلي الذي لحق بهذا النزل المتكون من نحو 47 غرفة ومرافق ملحقة، سجل أيضا احتراق ما لا يقل عن 14 سيارة أغلبها جديدة كانت موجهة للعرض والبيع بإحدى وكالات مجموعة صاحب الفندق وشركائه. يذكر أن والي ورفلة تنقل إلى مكان الحادث مع عدد من مساعديه بينهم مدير السياحة، وتابع جانبا من عمليات الإطفاء والبحث عن الجثث المتفحمة.