كان صلّى الله عليه وسلّم لا ينام قلبه، ويرى من رواء ظهره كما يرى مِن قُدَّامِه (وهذا في الصّلاة، لحديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''أتِمُّوا الصفوف، فإنّي أراكم من وراء ظهري'' رواه البخاري ومسلم)، ولا يحل لأحد أن يرفع صوته فوق صوته، ولا أن يناديه من وراء الحُجرات ولا أن يناديه باسمه فيقول ''يا محمّد'' بل يقول: ''يا نبي الله، يا رسول الله''، ويخاطبه المُصلّي بقوله ''السّلام عليك أيُّها النّبيّ ورحمة الله وبركاته''، ولو خاطب آدميًّا غيره بطلت صلاه، ويلزم المصلّي إذا دعاه أن يجيبه وهو في الصّلاة، ولا تبطل صلاته. وكان بوله ودمُهُ صلّى الله عليه وسلّم يُتَبَرَّكُ بهما، وكان شَعْرُه طاهرًا، وإن حكمنا بنجاسة شعر الأمّة، واختلف أصحابنا في طهارة دمه وبوله وسائر الفضلات. وكانت الهدية حلالاً له، بخلاف غيره من وُلاّة الأمور فلا تَحِلُّ (لهم) هدية رعاياهم على تفصيل مشهور، ولا يجوز الجنون على الأنبياء، ويجوز عليهم الإغماء لأنّه مرض بخلاف الجنون، واختلفوا في جواز الاحتلام، والأشهر امتناعه.