انتشرت، منذ أسبوع، عدوى الأنفلونزا الموسمية بشكل لافت بين الجزائريين، بسبب موجة البرد التي اجتاحت المناطق الداخلية والساحلية للوطن. وسجلت مصالح وزارة الصحة عزوفا عن اللقاح، بسبب تخوف المواطنين منه، كونه يحتوي مضادا لأنفلونزا الخنازير أيضا. تشهد عيادات الأطباء والمستشفيات توافدا لافتا للمصابين بالزكام الحاد، خصوصا لدى كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة. كما شهدت الصيدليات، تبعا للجولة التي قامت بها ''الخبر''، ارتفاع الطلب على الأدوية المضادة لفيروس الزكام. وكشف رئيس عمادة الأطباء والمختص في الأمراض الصدرية، الدكتور محمد بقاط بركاني، ''استمرار انتشار فيروس الأنفلونزا الموسمية الحادة، أو ما يعرف بالزكام، في ظل عزوف المواطنين عن اللقاح''. وأوضح المتحدث بأن ''كميات اللقاح المتوفرة في الصيدليات والقطاعات الصحية كافية، حيث اقتنت وزارة الصحة أزيد من مليون جرعة''. وأضاف أن ''اللقاح كاف في القطاع العمومي والصيادلة، لكن المشكل المطروح أن هناك نوعا من التخوف من اللقاح الذي يذكرهم بلقاح فيروس ''أتش 1 أن ''1 المعروف بأنفلونزا الخنازير الذي تنتجه مخابر ''جي أس كا''. واعتبر بأن اللقاح الذي اقتنته الوزارة يحتوى على ثلاثة لقاحات في جرعة واحدة، تخص فيروس الأنفلونزا الموسمية للموسم الماضي والحالي وكذا فيروس أنفلونزا الخنازير. وحذر المتحدث من ''استمرار مقاطعة اللقاح من طرف المصابين بالأمراض المزمنة وكبار السن، وهو ما يعني تهديد حياتهم بالخطر، مع تسجيل ذروة العدوى للفيروس''. وتفيد المعلومات المستقاة من النقابة الوطنية للصيادلة بأن 15 بالمائة فقط من لقاح الأنفلونزا الموسمية تم بيعه، خصوصا أنه وفر هذا العام في جرعات فردية الاستعمال، وهو متوفر في الصيدليات بما يعادل 520 دينار. ويقدر عدد ضحايا الزكام الحاد سنويا في الجزائر ما بين 500 و1000 شخص، أغلبهم من كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة. ويشير الدكتور بقاط إلى أن ''انتقال العدوى يشجعه في الوقت الحالي انخفاض درجة الحرارة من جهة، والفضاءات المغلقة كالمنازل وأماكن العمل''.