دخل طلبة التعليم الثانوي في تونس على خط الأحداث، حيث خرج تلاميذ الثانوي في عدد من المدن التونسية في مظاهرات لتأييد ومساندة المطالب الاجتماعية لسكان ولاية سيدي بوزيد التي شهدت أحداثا عنيفة، قبل أسبوعين، على خلفية حرق الشاب محمد البوعزيزي. وقال مسؤول في نقابة التعليم الثانوي التي تتبع الاتحاد التونسي للشغل تحفظ على ذكر اسمه في اتصال مع ''الخبر'' إن تلاميذ الثانويات خرجوا في مسيرات احتجاجية في عدد من المناطق، تأييدا لمطالب سكان سيدي بوزيد. وقال نفس المصدر إن تلاميذ الثانوي بمدينة تالة بولاية القصرين القريبة من العاصمة تونس خرجوا في مسيرة تحولت إلى مواجهات مفتوحة مع قوات الشرطة التي اضطرت إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين أحرقوا العجلات المطاطية ورشقوا قوات الشرطة بالحجارة، قبل أن يقتحموا مقرا صغيرا للحزب الدستوري الحاكم الذي يترأسه الرئيس زين العابدين بن علي وأحرقوا محتوياته. وفي مدينة ردايف بولاية قفصة، خرج تلاميذ في مسيرة احتجاجية رفعوا فيها شعارات تطالب بالكرامة وتحسين ظروف العيش، كما خرج تلاميذ معهد الذكور ومعهد الهادي شاكر بمدينة صفاقص في مسيرة احتجاجية على الغبن الاجتماعي. وفي مدينة سيدي بوزيد وبلدة فايض، التي تتبعها إداريا، تظاهر تلاميذ الثانوي سلميا، ولم تسجل أية صدامات خلال هذه المظاهرة أو توقيفات، وقال المصدر النقابي إن السلطات التونسية تتلافى في الفترة الأخيرة توقيف المحتجين، لتجنب أية تشنج مع المواطنين، أو تصعيد في الموقف. وأعلن في ذات السياق الإفراج عن المتحدث الرسمي باسم لجنة الدفاع ومساندة سكان سيدي بوزيد، عطية العثموني، فيما كذبت عائلة الشاب محمد البوعزيزي، حسب بعض المصادر، خبر وفاته، وهو الذي يرقد في مستشفى بن عروس بالقرب من العاصمة التونسية، وزاره الرئيس التونسي قبل أسبوع، بعد تعرضه لحروق خطيرة نتجت عن محاولته إحراق نفسه في 19 ديسمبر الماضي، وهو الحادث الذي تسبب في كل التداعيات والأحداث التي انتقلت إلى مدن تونسية أخرى. وخفت حدة الأحداث العنيفة التي مست تونس قبل أسبوعين، بفعل سلسلة من الإجراءات التي سارع الرئيس التونسي إلى اتخاذها، أبرزها تقديم اعتمادات مالية لسيدي بوزيد وإقالة ثلاثة ولاة بينهم والي سيدي بوزيد وأربعة وزراء.