في تصعيد خطير للوضع المتدهور في ولاية المسيلة، شهد يوم أمس وفاة أول شاب من المتظاهرين ببلدية عين الحجل، ويتعلق الأمر ب''لبزة عز الدين'' البالغ من العمر 18 سنة. وقالت مصادر محلية من عين المكان إن الشاب توفي على الفور بعد تدخل أعوان مكافحة الشغب لإبعاد المتظاهرين ومنعهم من الدخول إلى مقر بريد عين الحجل بوسط المدينة ومقر الدائرة، غير أن الشبان تغلبوا على عناصر مكافحة الشغب وتوغلوا إلى الهيئتين، ما دفع بعناصر الأمن إلى مواجهتهم، وفي خضم رشق الشبان لعناصر الأمن بالحجارة ودخول الطرفان في مواجهات أطلق شرطي الرصاص، مصيبا الشاب لبزة عز الدين، ليسقط قتيلا على الفور، بينما نقل ثلاثة آخرون إلى العيادة متعددة الخدمات بذات البلدية. عاشت، ليلة أمس الخميس إلى الجمعة، مدينة المسيلة تحت رحمة الآلاف من المحتجين أمام الغياب شبه كلي لقوات الأمن التي اقتصر تدخلها في بداية الأمر على تطويق حي إشبيليا الشعبي الواقع بالمخرج الغربي لعاصمة الولاية، وتحديدا على الطريق الوطني رقم ,60 الذي كان الشرارة الأولى لاندلاع الاحتجاجات قبل أن تمتد للأحياء الشعبية الأخرى. التجول في وسط مدينة المسيلة، ليلة أمس، لم يكن سهلا أمام الحصار الذي فرضه المحتجون بعد أن قاموا بغلق مفاصل عدة من هذه الأخيرة بالمتاريس والحجارة وإضرام النيران في العجلات المطاطية، الأمر الذي صعب من مهمة أعوان الأمن في تغطية العديد من النقاط التي امتدت إليها رقعة الاحتجاجات والتي كانت بعيدة عن بعضها البعض. ولكون القلة القليلة التي كانت موجودة والتي ظلت معسكرة بحي إشبيليا للتنقل بعد ذلك لحماية مقر الأمن الولائي بغية حمايته من قبل المئات من المحتاجين الذين زحفوا من حي 270 محاولين اقتحامه عبر شارع الحرية الرئيسي الذي تحول، ليلة أمس، إلى حلبة للكر والفر بين العناصر الأمنية الموجودة والمحتجين، هؤلاء وبعد أن أحكموا سيطرتهم على أغلب مفاصل المدينة وأحياءها الرئيسية تمكنوا من اقتحام العديد من الإدارات العمومية التي شهدت عمليات تخريب وسطو غير مسبوقة طالت العديد من الممتلكات، باستهداف مفتشية العمل التي تعرضت واجهتها كليا للتخريب، بالإضافة إلى مقر فرع التعمير والبناء، متحف المجاهد وبعض الهيئات التنفيذية الأخرى.