مبعوث الشروق إلى قايس: طارق مامن أحداث شغب عارمة، هزّت نهار أمس، مدينة قايس، التي تبعد عن خنشلة ب 25 كلم غربا، وهذا مباشرة بعد الإعلان عن وفاة الشاب فاتح بلعلمي المدعو (عزو) البالغ من العمر 33 سنة، عقب تلقيه رصاصة أطلقها عليه أحد عناصر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني ببلدية قايس، في حدود الحادية عشرة ليلا من يوم الثلاثاء، عندما رفض سائق سيارة من نوع "ميڤان"، التي كان على متنها الضحية (فاتح) التوقف أمام حاجز أمني لأجل عملية التفتيش والمراقبة الروتينية. خبر وفاة فاتح، أشعل البلدية، خاصة أنه ينتمي إلى أحد العروش المعروفة في المنطقة، مما سبب أعمال شغب مسّت أهم المرافق أولها مقر بلدية قايس وكذا مقر الدائرة اللذان تعرضا للتخريب، قبل أن تقدم مجموعة من الشباب في حدود العاشرة من صباح أمس، على مهاجمة مقر الفرقة، الأمر الذي استدعى استعمال الذخيرة المطاطية والحية أيضا، لتفريق المهاجمين لمقر الفرقة الإقليمية للدرك، أسفر عن مقتل شاب آخر هو سفيان بلحفصي، البالغ من العمر 32 سنة، أيضا، إثر تلقيه، حسب مصالح صحية، أربع رصاصات، إثنتان منهما على مستوى القلب، وواحدة في البطن والأخيرة على مستوى الفخذ الأيسر، بالإضافة إلى إصابة 10 أشخاص أغلبهم شباب، تتراوح أعمارهم ما بين 13 و30 سنة، لطلقات من خراطيش مطاطية، نقلوا جميعا إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى قايس، أحدهم واسمه خنتاش يبلغ من العمر 30 سنة، وصفت حالته بالخطيرة. حيثيات اندلاع هاته الأعمال التخريبية المصحوبة بواجهات عنيفة بين شباب مدينة قايس وقوات الدرك الوطني التي كانت مدعمة بعناصر مكافحة الشغب تعود حسب مصادر محلية إلى حدود الساعة الحادية عشرة ليلا من نهار أمس الأول الثلاثاء، بينما كانت عناصر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني ببلدية قايس، في مهمة وضع حاجز ثابت على مستوى الطريق الوطني رقم 88 الرابط بين ولايتي باتنةوخنشلة عند المدخل الشرقي لمدينة قايس، قبل أن تشاهد سيارة من نوع "ميڤان" بيضاء اللون وعلى متنها 03 أشخاص رفض سائقها التوقف لأسباب مجهولة، فأطلق أحد عناصر الدرك رصاصات تحذيرية للتوقف وبعدها وجه وابلا من الرصاص باتجاه العجلات، أين اخترقت إحدى الرصاصات الصندوق الخلفي للسيارة وأصيب الشاب بلعلمي فاتح، 33 سنة، على مستوى بطنه، كونه كان جالسا في المقعد الخلفي للسيارة ونقل ساعتها إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى قايس، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد وصوله بثلاث ساعات، وهو الخبر الذي انتشر بسرعة البرق صباح اليوم الموالي، بين شباب مدينة قايس، الذين تجمعوا أمام مقر البلدية، ثم توجهوا إلى مقر الفرقة الواقع غرب المدينة ورشقوه بالحجارة وحطموا زجاج الشقق والمنازل وأغلقوا الطريق الذي يتوسط المدينة باستعمال الحجارة والمتاريس وكذا إضرام النار في العجلات المطاطية، في الوقت الذي قامت فيه وحدات التدخل السريع للدرك الوطني، التي تنقلت في حدود الساعة العاشرة صباحا، إلى المنطقة فور تأزم الوضع، بإطلاق الذخيرة الحية تضيف مصادرنا بعين المكان مما أدى إلى سقوط ضحية ثانية "بلحفصي سفيان"، 31 سنة، والذي لفظ هو الآخر أنفاسه الأخيرة بمصلحة الاستعجالات بقايس، فيما أصيب 10 أشخاص آخرين، من بينهم طفل لا يتجاوز عمره 13 سنة، وبقي منهم تحت الرقابة 7 مصابين. هذا، وقد شهدت مصلحة الاستعجالات الطبية توافدا كبيرا لمواطني مدينة قايس والبلديات المجاورة من أجل إلقاء النظرة الأخيرة على الضحيتين والاطمئنان على حالة المصابين الذين لايزالون بالمصلحة، وهم في حيرة كبيرة. من جهة أخرى، قامت مجموعة من الشباب الغاضب، برشق وتخريب مقر البلدية وتخريب الأعمدة الكهربائية وإشارات المرور وكذا مقر الدائرة، لاسيما المتواجدة بالشارع الرئيسي، بالإضافة إلى مقر فرقة الدرك الوطني الذي تدعم بقوات وتعزيزات أمنية كبيرة لقوات حفظ النظام، حيث أفادتنا مصادر من عين المكان أن المتظاهرين أشعلوا النار في سيارة تابعة للدرك الوطني. وإلى غاية كتابة هاته الأسطر لاتزال المواجهات قائمة بين وحدات التدخل للدرك الوطني والشباب الغاضب وأجواء التوتر تسود المدينة التي يطبعها تصاعد كثيف للدخان نتيجة احتراق العجلات المطاطية واستعمال الغازات المسيلة للدموع والتي تسببت في اختناقات عديدة وسط المواطنين، خصوصا الأحياء المجاورة لكل من مقر البلدية والدرك الوطني. هذا وقد تدعمت القوات الأمنية بولاية خنشلة أمام تأزم الوضع وفقدان السيطرة عليه وتواصل عمليات التخريب والمواجهات، بكل من وحدات التدخل السريع للأمن الوطني بكل من ولايتي باتنة وتبسة بهدف إعادة الأمور إلى مجراها، إلى جانب قوات التدخل السريع للدرك الوطني، في الوقت الذي تنقلت مختلف الفرق الإقليمية للدرك الوطني بخنشلة إلى مدخل مدينة قايس دون أن تتمكن من دخول المنطقة خوفا من ازدياد لهيب الاشتعال فور مشاهدة شباب قايس لسياراتهم.