لم يكن أحد ينتظر ''الترحيب الدولي'' الذي عبرت عنه عديد الدول إثر سقوط نظام بن علي في تونس، وكان موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمثابة ضربة قاضية مُني بها أتباع نظام الرئيس التونسي، بينما وضعت باريس نفسها في موضع حرج جدا، كونها لم تتخذ موقفا صريحا إلا بعد أن تأكد سقوط النظام. رفضت باريس الترحيب بالرئيس الفار، زين العابدين بن علي، وتركته يحلق في السماء راجيا شفقة من الرئيس ساركوزي الذي ترك بن علي يواجه مرارة الواقع، في موقف أرادت من خلاله محو ترددها السابق في الاعتراف بالانتفاضة الشعبية، بل ودعت بن علي إلى ''مزيد من الانفتاح''، الموقف المعبر عن اعتقاد فرنسا بأن أمل بقاء النظام الذي يعتبر ''صديقا لها'' مازال واردا. وظهرت فرنسا مرتبكة في أي قرار تتخذه، واكتفت بالتعبير عن موقفها بالاستناد إلى ''مصادر مقربة من الحكومة'' قالت إن فرنسا ''لا ترغب في مجيء بن علي إلى أراضيها''، عازية هذا الموقف إلى ''عدم الرغبة في إثارة استياء الجالية التونسية في فرنسا وكذا الرأي العام الداخلي الرافض لاحتضان دكتاتور هارب''. فيما أكد الرئيس الفرنسي، لاحقا، في بيان، إن ''الحوار وحده يمكن أن يحقق حلاً دائماً وديمقراطيا للأزمة الحالية''. وقال إن فرنسا تقف جنباً إلى جنب مع التونسيين في هذه ''الفترة الحاسمة وإنها تعترف بالانتقال الدستوري''. وكان رد الفعل الأمريكي أكثر جرأة ووضوحا حيال الأزمة التونسية، حيث'' أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشجاعة وكرامة الشعب التونسي''، في موقف أبعد ما يكون عن التردد، قائلا إن ''الولايات المتحدة تقف إلى جانب المجتمع الدولي للشهادة على هذا النضال الشجاع من أجل الحصول على الحقوق، وسنذكر على الدوام صور الشعب التونسي الذي يسعى لإسماع صوته''. وشذ الموقف الإسرائيلي عن ''القاعدة''، حيث تناقلت مواقع إخبارية أن التلفزيون الإسرائيلي ''أشار إلى أن مسؤولين إسرائيليين كانوا قد شعروا بالقلق على الرئيس التونسي، وعلى مستقبل نظامه قبل أيام قليلة من هروبه خارج البلاد''. وأضافت المصادر الإسرائيلية مثلما نقل التلفزيون أن ''فرار الرئيس التونسى بسبب الثورة جعل الأوساط السياسية الإسرائيلية تخشى بشدة أن يأتي حاكم تونسي جديد يغير السياسة التونسية وينظر إلى إسرائيل على أنها ''عدو'' وليست دولة صديقة كما اعتبرها زين العابدين''. واتخذ الاتحاد الأوروبي موقفا مساندا للشعب التونسي لما دعا، الجمعة، إلى''حلول ديمقراطية دائمة'' في تونس، كما دعا إلى الهدوء بعد الإطاحة بالرئيس بن علي. بينما أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون والمفوض الأوروبي لتوسيع الاتحاد، سيتفان فولي ''نود أن نعرب عن دعمنا للشعب التونسي واعترافنا بتطلعاته الديمقراطية التي يجب تحقيقها بالطرق السلمية''. بينما حيّت رئيسة الوزراء الألمانية أنجيلا ميركل شجاعة التونسيين على إنهاء الدكتاتورية.