التحقيق مكّن من تحديد هويات 211 إرهابي أجنبي في صفوف ''الجماعة السلفية'' ألقت مصالح الأمن القبض على الإرهابي الموريتاني ''أبو أنس الشنقيطي''، الذي تعرفه ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' في الساحل الصحراوي ب''الضابط الشرعي وقاضي إمارة الصحراء وعضو مجلس الشورى''. في سياق التحقيق مع القيادي الكبير في التنظيم، اعتقلت مصالح الأمن أربعة عشر (14) إرهابيا آخرين، بينهم موريتانيين إثنين، وحددت هويات 211 إرهابي من جنسيات مختلفة، ينشطون في صفوف التنظيم الإرهابي. علمت ''الخبر'' من مصادر مطلعة أن قوات الأمن تمكنت من اعتقال القيادي الكبير في ''إمارة الصحراء'' ل''الجماعة السلفية''، الموريتاني ''أبو أنس الشنقيطي''، واسمه الحقيقي ''إبراهيم ولد محمد ولدنا''، الذي يعرفه التنظيم الإرهابي ب''قاضي إمارة الصحراء وعضو مجلس الشورى''. وعلى الأقل، ظهر القيادي المعتقل مرتين في تسجيلين مصورين للتنظيم على شبكة الأنترنت، حرّض في أحدهما على وقف مسار الديمقراطية في موريتانيا بعد الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد منتصف .2008 وألقي القبض على ''الشنقيطي'' بفضل عملية محكمة لقوات الأمن في باتنة نهاية العام الماضي (قبل شهرين). وعلم أن ''قاضي إمارة الصحراء'' الذي تعتقد مصالح الأمن أنه على رابط مباشر بمحيط ''أسامة بن لادن''، توجه إلى الشمال الجزائري ل''إنجاز مشروع تحريك النشاط الإرهابي''. ونقل عن المصادر ذاتها أن ''مصالح الأمن الجزائرية أحبطت مخططا كبيرا، بتحريك النشاط الإرهابي للقاعدة في الجزائر وفي دول أوروبية، لاسيما فرنسا''. ويتصل نشاط ''أبو أنس الشنقيطي'' ب''القاعدة'' منذ سنوات، بتزكية من ''جناح إسلامي راديكالي في موريتانيا''. ويعرف عن مساره في النشاط الإرهابي عمله على تجنيد شباب موريتانيين ''وإيهامهم بروابط مع المقاومة العراقية، على أمل توجيه نشاطه التخريبي إلى نشاطات تجنيد كبرى لحساب المجموعات الإرهابية على الأراضي الجزائرية''. كما عرف عنه تكليفه من قبل ''القاعدة'' بالتوجه إلى شمال مالي، للحاق بكتيبة ''الملثمون''، التي يرأسها الإرهابي الجزائري مختار بلمختار المكنى (أبو العباس)، وحيث تنشط أيضا كتيبة ''طارق بن زياد''. وحددت مصالح الأمن مهام القيادي الكبير في شمال مالي لدى الكتيبتين في ''تلقين عناصرها الإجرامية القيام بعمليات انتحارية وعمليات الخطف''، التي يستهدف التنظيم من خلالها رعايا غربيين بالأساس لطلب فديات مالية. وبفضل التحقيق مع الإرهابي ''أبو أنس الشنقيطي''، تعرّفت مصالح الأمن الجزائرية على مخطط ل''القاعدة''، من خلال التعرف بدقة على مسار نشاطه خلال العامين الماضيين، حيث بدأ ''أبو أنس'' في التنقل إلى كل من تبسةوباتنة في فترات متقطعة منذ عام 2008: ''وشارك في إعادة تنظيم الجماعات الإرهابية النشطة بهذا المحور، قبل أن يعتقل بفعل ضغط من قبل قوات الأمن الجزائرية''. وكشفت مصالح الأمن، بفضل التحقيق مع ''الشنقيطي''، عن ''مخطط للقاعدة في الجزائر''، وجرى بفضل معطيات قدمها اعتقال أربعة عشر (14) إرهابيا آخرين، بينهم موريتانيين إثنين. ومن خلال معالجة مصالح الأمن للملف، تمكنت من الحصول على معلومات كاملة عن ''مخطط جاهز للتنفيذ يستهدف وضع خلايا جهادية في أوروبا ولاسيما في فرنسا''، وبين المعتقلين إرهابي يدعى ''دبشي مصطفى'' ويكنى ''أبو محمد العثماني''، اعتقلته قوات الأمن لدى محاولته ركوب باخرة نحو أوروبا في ميناء بالشرق الجزائري ل''مباشرة تنفيذ المخطط الجاهز في أوروبا''، وتقول معطيات حول شخص ''العثماني''، الذي ينحدر من قسنطينة، إن ''القاعدة'' راهنت عليه ل''تطبيق مخططاتها الإجرامية في أوروبا''، بالنظر لما يتمتع به من مهارات لغوية (يجيد الفرنسية والإنجليزية)، ومتمكن من تقنيات الإعلام الآلي (حاصل على شهادة عليا كتقني سامي في الإلكترونيك)، ما جعل التنظيم يعيّنه مسؤولا عن الخلية الإعلامية بالمنطقة الصحراوية في ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''. وبفضل تحقيق مصالح الأمن مع العناصر الإرهابية ال,14 تمكنت من تحديد هويات كاملة بأسماء، ومعلومات ل211 عنصر إرهابي آخرين ينحدرون من ''11 جنسية إفريقية وعربية''، يشكلون ''العنصر الأجنبي'' للإرهاب في الجزائر. وتتوزع الجنسيات بين ''مالي، ليبيا، النيجر، موريتانيا، تونس، السودان، المغرب، فلسطين، نيجيريا، غينيا بيساو وبوركينافاسو''. ويأخذ تحقيق مصالح الأمن مع عناصر الشبكة طابعا إقليميا، يعكس شكل التحالفات بين الجماعات الإرهابية في الساحل الصحراوي، ومكّنت العملية من إحاطة نوع وطبيعة الاتصالات التي ربطتها ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' مع التنظيم الإرهابي النشط في نيجيريا المسمى ''بوكو حرام''، الذي يعتنق أفكارا ومعتقدات تشبه تلك التي تتبناها حركة ''طالبان''، ويرأسه المدعو ''أبو بكر شيكو''. كما حددت مصالح الأمن في نفس التحقيق، طبيعة اتصالات ''الجماعة السلفية'' مع التنظيم الصومالي ''حركة الشباب المجاهدين'' التي يتزعمها ''أحمد عبدي جودان''، الذي يعرف باسم الشيخ ''مختار عبد الرحمن'' ويكنى ب''أبو الزبير''. وعثرت على روابط مع التنظيمين، من خلال استفادتهما من دعم من ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، توزع بين دعم بتدريب شبه عسكري ودعم مالي وأسلحة. وتمكنت مصالح الأمن أيضا من استرجاع كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، وعدد من المركبات المعدة للتفجير، ووسائل اتصالات، وعدد كبير من الوثائق المختلفة وأغراض. ويوجد من بين المعتقلين الأربعة عشر الموريتاني ''محمد يحيى ولد خيطاري'' المكنى ''أبو زكريا الشنقيطي''، امتهن الرعي في بلده، تقرّب منه عنصر تجنيد في 2007 ونقله إلى مدينة تمبكتو في مالي، ثم نقل إلى معسكر تدريبي بمنطقة ''المغيط'' في مالي لتلقي تدريب شبه عسكري، وفي 2008 أرسل إلى معاقل الجماعات الإرهابية في جبال ''وستيلي'' في باتنة. أما الموريتاني الثاني، فهو ''عبد الله ولد أحمد ولد عنجية'' المكنى ''صلاح أبو الأرقم الشنقيطي''، تلقى تكوينا قرآنيا في نواكشوط في 2005 وتأثر بأفكار ''جهادية تكفيرية''. تقرّب من عنصر إرهابي موريتاني نشط في الساحل في نفس المدرسة القرآنية، قبل أن ينقله إرهابي إلى منطقة ''إن خليل'' في مالي، وتلقى بدوره تدريبا شبه عسكري، ثم أرسل في مهام إلى ''الجبل الأبيض'' في ولاية تبسة، وفي عام 2008 تنقل إلى منطقة باتنة. ومن المعتقلين الجزائريين في نفس الخلية ''حمدوش عصام'' المكنى ''أبو الحارث''، التحق بالجماعات الإرهابية في ماي .2008 وكذلك ''جواد أحمد''المكنى ''أبو إبراهيم الوهراني''، مرتبط بالجماعات الإرهابية منذ جوان .2006 وأيضا ''حمدان خالد'' المكنى ''أبو القعقاع الوهراني''، انخرط في النشاط الإرهابي منذ .2005 وأيضا ''شويخي جيلالي'' المكنى ''أبو ذر لمداني''، انخرط في النشاط الإرهابي في .2006 وكذلك ''بالصغير فتحي'' المكنى ''زبير الوهراني''، ينشط منذ .2006 وأيضا ''بالصغير محمد'' المكنى ''أبو عبد الله الوهراني''. ومن بين المعتقلين الجزائريين أيضا الإرهابي ''سلمان الياقوتي''، وهو من أقدم العناصر المعتقلة في صفوف الجماعات الإرهابية (منذ 1995)، شغل مسؤولية ديوان كتيبة ''الفرقان'' النشطة بباتنة، وكذلك ''لصبحاني جمال'' المكنى ''أبو سليمان''، و''متوش نصر الدين'' المكنى ''عكاشة أبو البراء''، وأيضا ''خلخال مختار'' المكنى '' يحيى أبو قتادة''، وهو أقدم عنصر في المجموعة المعتقلة، بحكم التحاقه بالجماعات الإرهابية منذ ,1994 مكلف بورشات السيارات المفخخة في كتيبة ''الفتح المبين''. والعنصر الأخير هو ''دبشي مصطفى'' المكنى ''أبو محمد العثماني''. من بين الأسلحة المسترجعة - 14 سلاح كلاشنيكوف - بندقية واحدة نصف آلية (سيمينوف) - قطعة سلاح ''أر بي جي'' - عدد من القذائف - قطعة سلاح من نوع آف آم بيكا - كمية معتبرة من المتفجرات -ثلاثة أجهزة راديو - 38 معبئ ذخيرة - 8 صافحات - ثلاثة أجهزة مفخخة - ثماني قنابل يدوية - 1856 ذخيرة - 21 هاتفا نقالا - 33 شريحة هاتفية - 3 عبوات من الزئبق - منظاران عسكريان - 12 بطاقة ذاكرة - كمية معتبرة من الأدوية